وصف الكتاب:
ما الذي تبقى من ندوة برشلونة المؤسسة للشراكة الأوروبية المتوسطية؟ ما عدا إتفاقيات الشراكة التي تربطها مع التجمع القاري الأوروبي، لم تقدم برشلونة الشيء الكثير للدول المشاطئة للضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط!...يمكن إختصار الجواب في معادلة بسيطة: كثير من أوروبا وقليل من البحر المتوسط! هذا يعكس ميزان القوة ليس فقط بين الضفتين بل كذلك بين الطرفين: الإتحاد الأوروبي كتنظيم سياسي وإقتصادي وإجتماعي قاري ذو مؤسسات مشتركة يطمح لإرساء إستراتيجية أمنية وسياسة خارجية ودفاعية مشتركة من جهة، والدول المتوسطية حديثة الإستقلال السياسي والساعية إلى التنمية الإقتصادية والرفاهية الإجتماعية التي لم تستطع إرساء مشاريع تكاملية تجسد على أرض الواقع القواسم المشتركة لهذه الدول.يتطرق هذا الكتاب إلى دراسة دوافع وخلفيات الشراكة الأوروبية - المتوسطية كمشروع أوروبي، في كل تفاصيله، وصولاً إلى إعتلاء الهواجس الأوروبية الأمنية سلم الأولويات فيه.وإنطلاقاً من عملية المزاوجة بين منطق السياسة وواقع الإقتصاد يمكن إستخلاص عمل الأوروبيين بمقولة لا إستقرار من دون أمن، ولا أمن من دون حريات، ولا حريات من دون تنمية. وهذا ما يفسر الأجندات المطروحة، كيفية معالجتها، وصياغتها.