وصف الكتاب:
هذا الكتاب يعتبر دعوة إلى إعادة قراءة فكر دو سوسير ومعاودة التفكير في اللسانيات وفق ما استجد في أدبياتها. ولعلنا في هذا الفصل لا ننكر مدى الصعوبة التي يلاقيها الباحث وهو يقبل على هذه الكتابات، فهي تُلزمه التحلل من كل ما رسخ في ذهنه سلفا من يقينيات ومسلمات شكّلت مسار اللسانيات على مدى قرن من الزمن، لم يكن لدو سوسير، في واقع الأمر، إسهام مباشر فيها، وهو الذي لُقب بأب اللسانيات الحديثة.ولئن كنا نروم الإشارة في هذا الفصل إشارة موجزة إلى ما استجد في أدبيات السيميائيات على إثر العثور على مخطوط لدو سوسير في اللسانيات العامة العام 1996، ونشره سنة 2002 ضمن مجموعة من النصوص السوسيرية الأصلية، بعد تحقيقها من قبل رودلف أنغلر وسيمون بوكي، فذلك لأن الباحثين ما انفكوا، منذ ذلك الحين، يعاودون استكشاف فكر دو سوسير اللسانياتي والسيميائياتي ويسعون جاهدين في محو الصورة النمطية التي طالما رسخت في أذهان أجيال من الباحثين فاختزلته في عدد من الفروق من مثل الفصل بين اللسان والكلام، والآنية والدياكرونية، واللسانيات الداخلية واللسانيات الخارجية، والدال والمدلول، وقليل من التعريفات من مثل التعريف بالعلامة والقيمة اللسانيتين، والعلاقات التركيبية والاستبدالية، والقياس وغيرها من التصورات التي قدّمها شارل بالي وألبير سشهاي للمجتمع العلمي، ضمن كتاب أسمياه محاضرات في اللسانيات العامة، على أنها عصارة ما ألقى دو سوسير في محاضراته.