وصف الكتاب:
لبنان البلد الوحيد في حوض البحر الأبيض المتوسط الذي يكاد ينفرد بخصوصية شعبه مما جعل لكل الحضارات قوة من خلال الانطلاق إلى العالم الواسع والمنتشر عبر القارات الخمس. وهو جار وممر للشرق من وإلى الغرب. فتجده آسيوياً في مناخه كما تجده بارداً أوروبياً في جباله الشاهقة الشامخة العالية التي تكسوها الأشجار منذ آلاف السنين والتي تعتمر غطاءً أبيض ناصعاً من الثلج لغاية أواخر فصل الربيع. إنك سوف تجد في هذا البلد نوعاً من التدبير في حكمه يعود إلى المسيحيين في الشرق، وذلك له دلالاته لقرب مولد المسيح ومهده في فلسطين المحتلة الآن! بالرغم من ذلك وعلى مرّ التاريخ وتبدل الأحداث بقي البلد الوحيد في العالم العربي الذي حافظ على تقبل الحضارات والديانات الأخرى على أراضيه منذ اليهودية والمسيحية حتى وصول الإسلام. وقد حاولت الكنيسة في تقدمها أن تكون هي الراعي الوحيد والأساسي للسيادة على بلد الأرز والجبال. وعند ظفر الإسلام وسيطرته على شبه الجزيرة العربية بقي لبنان كذلك مرتبطاً بأصالته فتقبّل كل ما هو خير في سبيل لبنان.