وصف الكتاب:
"أوراق محرَّمة" هي قصة "ريف" مبنية على أسس الواقع المجتمعي، ظواهره وخفاياه، أحداثها، أزمانها، أمكنتها، وشخصياتها إنما صيغت بأسلوب روائي"... بهذا المفتتح النصي تبدأ رولا فارس ضيا روايتها المحرَّمة عن قصة فتاة تدعى ريف لا تحب أن تقص حكايتها على أحدٍ، لملمَلت جراحها وغادرت على متن التوبة والغفران، نسجت لحياتها الوحدة والعزلة، فذابت كشمعة... وبقراءة متأنية للرواية... نجد أن الرواية تعالج موضوعة الحب بعد الزواج، وبمعنى آخر الخيانة الزوجية، بين المسموح والممنوع، تعيش بطلة الرواية ريف خارج حدود الوطن مع زوجها أمين وأولادها حياة هانئة مستقرة، تتابع أخبار البلاد عبر الإنترنت، ومنها مقالات شاب صحافي جريء يدعى عاصي، تطلب منه ريف أن يزودها بمقالاته، على أمل اللقاء على أرض الوطن، تعجب "ريف" بــ "عاصي" وتجد فيه رجلاً تختصر معه عمراً بأكمله، ظنتهُ وهماً من كلمات، فإذا به حقيقة تدخل حياتها بإحساس جديد، إحساس امرأة شعرت لأول مرة أن السعادة غاية، وليس للوسيلة أي إعتبار. في "أوراق محرَّمة" تنجح رولا فارس ضيا في التغلغل إلى ذات المرأة، التي قد تنساق وراء نداء الجسد إذا ما داهمها الحب ضاربة بالقيود عُرض الحائط، وقد جعلت في فضاء النص، فضاء ذو معنى يتكثف داخل محمول إيروتيكي - شبقي يحال إلى العلاقة الأزلية بين الرجل والمرأة في هيئة صورية وواقعية أفصحت عنها لغة الروائية عبر توصيفها للحالة أو العلاقة بين ريف وعاصي عابرة بذلك حدود الخطوط الحمراء التي تشكل دائرة الممنوع في الثقافة العربية وفي مشهدية حيّة. سمحت فيها للمرأة فرصة التعبير بحرية عن مشاعرها "كان رجلاً من كلمات، يكتب حروفها على جسدي، ويجعل من كل شبرٍ مقالاً، كل لمسةِ حبٍّ كانت معبراً للروح إلى حيثُ يهيم الزمان، كم للحبّ من قدراتٍ خفية!... يتحول ويتأقلم مع كل اللوحات لا للون للحب ولا دين، لا طائفة ولا مذهب، يلبس ثوب اللامعقول ويحوّله إلى معقول، كأن يحبَّ رجلٌ امرأة تكبره بسنوات، أو كأن تعشق امرأة مقعداً على كرسي الحياة، أو كأن تعشق متزوجة رجلاً صُنِع من كلمات".