وصف الكتاب:
إذا كان البلاء الذي قد فُتح على الأمة أيام الدولة العباسية، كان نتيجة ترجمة غير واعية للتراث الفلسفي الإغريقي والهندي والفارسي، فإن واقع الحال في عصرنا " عصر الاستغراب الثقافي " لا يختلف كثيرا إن لم يكن أشد خطورة . ذلك أن علماء الكلام من معتزلة وفلاسفة ومن كان على شاكلتهم حاولوا الموافقة بين الإسلام كدين وبين الوافد الجديد من العلوم الفلسفية، وهي موافقة على ظلمها إلا أنها أهون مما فعله المستغربون حين استوردوا ضلالات الفكر الغربي وروجوها بين الأمة، ولم يكتفوا بذلك بل عارضوا ما خالف أفكارهم الوافدة، فهاجموا الإسلام وشككوا في أركانه وأسسه . وليست الحداثة في عالمنا الإسلامي إلا نتيجة من نتائج هذا الاستغراب الفكري المحموم المصحوب بحالة من الاندهاش والإعجاب، الذي حجب الأبصار عن رؤية مساوئ الحداثة وعيوبها .
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني