وصف الكتاب:
الإمام الطبري أحد أئمة الإسلام الكبار، وأحد المجتهدين العظام، وهو إن عاش في ظل مرحلة الضعف والانقسامات في الخلافة العباسية في القرن الثالث الهجري، إلا أنه في حياته العلمية يمثل صورة مشرقة لذلك العصر في جوانب: الازدهار العلمي، والخدمة الفذة لشتى العلوم الإسلامية، وحركة النشاط العلمي بين حواضر العالم الإسلامي التي كانت تموج موجاً بالعلماء وطلبة العلم. والإمام ابن جرير الطبري رحمه الله كان إماماً في التفسير وقد ألف فيه كتاباً ذائع الصيت، وإماماً في التاريخ وله في كتاب صار أم كتب التاريخ ومصدرها الثر، وإماماً في الفقه حتى كان صاحب مذهب مستقل له أتباعه هو المذهب الجريري، وإماماً في الفقه حتى كان صاحب مذهب مستقل له أتباعه هو المذهب الجريري، وإماماً في الحديث تشهد آثاره التي تركها على تضلعه منه وتبحره فيه. وهو أيضاً كذلك في سائر العلوم فقد اجتمعت فيه جوانب الإمامة المتعددة حتى صدقت فيه كلمة الإمام الحافظ الخطيب البغدادي: (كان أحد أئمة العلم، يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه، لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره).