وصف الكتاب:
شهدت بلاد السودان منذ أول اتصال المسلمين بها في القرن السابع الميلادي وحتى يومنا هذا أحداثاً وتحولات هامة في خريطتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وكانت تلك التحولات تتفاوت في مداها وحدّتها وعمق تأثيرها. وفي هذا الكتاب دراسة يحاول الباحث من خلالها بيان مدى تجارب الإسلام مع تلك المتغيرات منذ أول ملامسته لبلاد السودان، وعلى أيام الدول الإسلامية السودانية في العهد الوسيط، ليقف بعدها عند القرن التاسع عشر الذي وصلت فيه علاقة الإسلام بالسياسة قمتها في الثورة المهدية. منتقلاً بعدها لتناول علاقة الاستعمار البريطاني بالمؤسسات الإسلامية في البلاد، والعلاقة بين الحركة الوطنية والدين، متطرقاً من ثم إلى قضية إقحام أحزاب البرجوازية للإسلام في الحياة السياسية بعد ثورة أكتوبر/تشرين الثاني يطرحها شعار الدستور الإسلامي. منهياً الدراسة بالحديث عن التطبيق التعسفي لقوانين سبتمبر/أيلول 1983 وما تبعها من أحداث حتى سقوط النميري عام 1985 وأما عن الدافع لهذه الدراسة فيقول المؤلف بأن الخريطة السياسية-الدينية للسودان مؤيدة من نوعها بين بلدان العالم الثالث.