وصف الكتاب:
إذا كان لبنان منذ القدم، جزءا لا يتجزأ من منطقة الشرقين الأدنى والأوسط، التي كانت مسرحا وممرا للصراعات والحروب، وعرضة للتجاذب والاحتلال بين القوى الطاغية، شرقاً وغربا أو شمالا وجنوبا، فإنه في القرون الحديثة، ولا سيما منها القرن التاسع عشر، أصبح ملتقى لمزيج من الشعوب والثقافات التي حملت مع مجيئها إليه بذوراً لهذه الصراعات، فكانت تتعارض أو تتقاطع فيما بينها، حتى بات لبنان منذ مستهل القرن الفائت، أرضاً خصبة لتفاعلات، وأحداث اجتماعية وسياسية طبعت تاريخه الحديث والمعاصر بالطابع التصادمي العنيف أحياناً، من دون أن تحتفظ حيناً آخر بشيء من الهدوء والعلاقات الطبيعية مما اصطلح على تسميته بالتعايش. ومن أبرز ما بدأ به هذا القرن، استمرار الصراع الشهابي-الشهابي، فمنذ بداية القرن نفسه، عرفت الإمارة في جبل لبنان انقساما سياسيا بين الأمير بشير وأبناء الأمير يوسف.