وصف الكتاب:
فأين جمال الأفغاني من دارون ونظريته في أصل الإنسان؟ وأين هو من أقوال العرب وم علماء عصره في سر الحياة؟ إن ما يثير الريب في فكر هذا الرجل حينما نلمس له، في هذا الشأن، موقفين متباينين تماماً، حتى يشتد عليك رفضه إلى أقصى حدود التصلب، جزراً، ضد النظرية وصاحبها في رسالته (الرد على الدهويين)، ليتعدى بك حدود المدّ في خاطراته حتى يبلغ بك لتأييد المطلق للنظرية وصاحبها مضموناً. بأي حال من الأحوال، معرفة هذا الأصل من جانب العلم المحض دون النص المنزل المقدس، أو من جانب الفلسفة العلمية دون معرفة موقف العلم المحض، وإلا يكون قد أتاح للمشككين، عمداً لا جهلاً، فرصة الطعن في القرآن الكريم... ويكون بالتالي، عرّض نفسه لسهام النقد: شكاً به، أو بعلمه. والأفغاني، برغم فكره الفذ، وعلمه الجمّ، وثقافته المتنوعة، لم يأت في كل ما كتب على ذكر (أصل الإنسان) في القرآن إلا من بعدي. ضمن هذه المناخات يأتي فكر الدكتور سامي عابدين الحامل لرؤى نقدية حول أصل الإنسان في فكر الأفغاني متابعاً بالمقارنة حيناً، وبالتعيين أحياناً أيضاً أصل الإنسان عند كلّ من محمد عبده ورشيد رضا في محاولة للخروج إلى ما ورد عند هؤلاء الثلاثة الأعلام في الفكر العربي الإسلامي من توجهات في تلك المسألة.