وصف الكتاب:
يضم هذا الكتاب بين طياته ثلاثة قصص الأولى جاءت تحت عنوان أنا القاضي وهي تروي قصة امرأة حاذقة فيما اقترفته يداها، ماهرة في كل خطوة قامت بها، غير أنها سهت فحكمت على نفسها ساعة نسيت المرآة، ومسحوق الهيرويين، ونسيت الشعيرات العالقة بأنامل ضحيتها. ولكن القضاء لم يكن بإمكانه أن يدينها، فالأدلة ضعيفة واهية، والشهود على براءتها كثر.. ولن يتسنى للمحكمة إلا الأخذ بما يدلي به شهود الحال. ولكن، كان هناك رجل يدينها بجميع جرائمها، ويعرف أنها اقترفتها كلها، وحده لم يكن يحتاج إلى شهود ولا أدلة وبراهين.. قال لها: "أنا القاضي الآن يا شارلوت، وأنا القضاء، وثمة وعد أريد أن أفي به". بالنسبة إليه فإن جمالها وفتنتها وحبه الشديد لها وتدلهه بها وآماله في المستقبل، كل هذه مجتمعة لن يشفع لها أو يحول دون الحكم عليها.. لن يحول دون الحكم عليها بالموت. وحاولت هي إغراءه فنضت عنها غلالة الحرير ووقفت أمامه عارية.. بفتنتها وجاذبيتها.. لترتمي في أحضانه وكأنها تلوذ به وتدعوه إليها.. ومالت عليه وكاد يرضخ، كاد يفقد إرادته، كادت هذه الفتنة الهائلة أن تشل حركته وتثنيه عن عزمه.. ولكن دوى فجأة صوت مزق الهواء والفضاء.. وانطلقت الرصاصة التي ادخرها للقاتلة.