وصف الكتاب:
يجمع الغناء بين الموسيقى والشعر والحنجرة الندية، لأنها مجتمعة تؤلف المغني الذي يهزك لحناً ومعنى وموسيقى. فكما أن الموسيقى لونٌ من ألوان التعبير الإنساني التي تصور خلجات القلب الحزين والقلب المرح، وكما أن الموسيقى، كذلك شحنة انفعالات نفسية فيها ما فيها من رموز تعبيرية متناسقة، وفيها ما فيها من مقاطع موسيقية لا يحسّها ولا ينفعل بها إلا كلّ مرهف حسّ وذواقة، يحس النفحة ويتذوق رموزها العالمية وتعابيرها النسبية، فإن الشعر، أيضاً، لون من ألوان التعبير الإنساني الذي لا يصوّر خلجات القلب فحسب بل الفكر أيضاً. بذلك لا يدعك تفلت منه أو تغيب عنه لأنه يأسرك، بمضمونه وبموسيقاه، فيكون بذلك قد سجن قلبك وفكرك بهما معاً. تأتي الدراسة في هذا الكتاب والتي يتناول الباحث من خلالها الغناء في قصر الخليفة المأمون وما خلّفه من أثر على العصر العباسي.