وصف الكتاب:
يهتم هذا الكتاب بإزالة ذلك الغموض وعدم الوضوح الذي اكتنف تاريخ الكويت معظم القرنين (18و19) والذي لا يزال يحتاج إلى المزيد من الاهتمام والبحث في الكثير من جوانبه. ونظراً لكثرة أحداث هذه الفترة وتوارد معلومات متواترة بصددها وخلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، فقد ارتأى مؤلف هذا البحث مادته إلى خمسة فصول مع مقدمة وخاتمة، وذلك تسهيلاً مفردات المادة واستيعاباً لموضوعاتها، وكل فصل يتناول موضوعاً قائماً بذاته، ولكنه يرتبط مع غيره بالأحداث ليتشكل منهما قوام البحث وهيكله والإطار العام له. وكان من الطبيعي أن يتناول في الفصل الأول، وبلمحة موجزة الوضع الجغرافي والخلفية التاريخية للكويت لدورهما الواضح في بلورة وجودها السياسي والاقتصادي بالمنطقة، كذلك تتبع نشأة الكويت موضحاً دورها التجاري في المنطقة باعتبارها تمثل منطقة عبور ومحطة تجارية للقوافل البرية المتجهة إلى العراق والشام، ومرفأ هاماً تلتجئ إليه السفن التجارية، مع توضيح الظروف التي ساعدت على نموها وتطورها، والتطرق بشكل مركز حول قبائل العتوب، وبيان أسباب هجرتها والمناطق التي مر أو نزل فيها العتوب حتى وصولهم الكويت في مطلع القرن الثامن عشر. وقام باستعراض العلاقة بين الكويت وبني خالد خلال النصف الأول من ذلك القرن، لأهميتها في نجاح العتوب لإقامة كيانهم، والدور الواضح لآل صباح الذين برزوا من بين الأسر العتبية الأخرى، وتوليهم إدارة شؤون الكويت الداخلية والخارجية. أما في الفصل الثاني، فقد تناول بالبحث والدراسة أمراء الكويت من إلى صباح حتى عام 1871، ونجاحهم الملحوظ في توفير الاستقرار لبلدتهم، وتعاونهم مع أهالي المدينة في الرد على التحديات الخارجية، كتهديدات بني كعب والنصار وصدهم الغارات السلفية، بل ورفض الكويت للضغوط الخارجية وخاصة البريطانية التي استهدفت فرض الحماية عليها. وكان مدار بحث الفصل الثالث حول علاقات الكويت مع الأقطار العربية، مشيراً إلى حرص عتوب الكويت على إدامة علاقاتهم العربية، من ذلك حرصهم على وحدة أشقائهم عتوب البحري، ونجاح آل الصباح في إقامة علاقة صداقة مع أمراء نجد والسلطة العثمانية في العراق، من خلال تمتين علاقاتهم التجارية مع البصرة. وحفاظهم على الكويت على الرغم من اشتداد الصراع بين الإنكليز ومحمد علي لبسط نفوذهما على الكويت. وتناول الفصل الرابع علاقات الكويت مع شركة الهند الشرقية الهولندية والتي اتسمت بطابع تجاري أكثر منه سياسي، موضحاً فيه ازدياد أهميتها، وتم بحث العلاقة بين الكويت وبريطانيا بشيء من التفصيل. وناقش الفصل الخامس والأخير، بعض مظاهر الحياة السياسية والاقتصادية في الكويت، وذلك بمحاولة دراسة ما تبلور من مفاهيم وتقاليد جديدة في الإدارة والحكم، أرسى دعائمها الكويتيون الأوائل، معرفاً بالوقت نفسه بالدور الكبير الذي أدته التجارة في استقطاب الجهد الكويتي وفي إضفاء خصوصية على تكوين الإمارة السياسي، لدورها الفعال الذي لا ينكر في تنشئتها وازدهارها فيما بعد. أما مصادر البحث التي اعتمد عليها، فقد تميزت بتعدد نوعياتها وتباين اهتماماتها، نظراً لاختلاف وجهات نظر كتابها، كما أنها ضمت القديم والحديث والمعاصر بالنسبة للفترة الزمنية لموضوع البحث.