وصف الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد، عندما نتواصل أو نتدارس الاتصال يكون من الأفضل تحديد في أي مستوى يقع ذلك. ونحن نرى تبعاً لكل من "بروطون وبرولكس" (Breton & Proulx: 2002, 7-11) أن هناك أربعة مستويات تحليلية للاتصال هي: مستوى الممارسات الفعلية للاتصال، مستوى التقنيات المستعملة في هذه الممارسات، مستوى النظريات التي تعتمد عليها هذه التقنيات ومستوى الرهانات المرتبطة بالاتصال. فالمستوى الأول يعني الجميع، لأن الكل يمارس الاتصال في الواقع، بل إن البعض منا يجعل منه تخصصاً مهنياً، فكلنا يستعمل في حياته اليومية وسائل اتصالية مثل: الحركات، الصور، الألفاظ والكتابة. أما التقنيات التي نلجأ إليها في اتصالنا فقد نستعملها عن قصد أو عن غير قصد، أي تبعاً لموروثنا الثقافي. ولذلك يفضل معرفة ماذا نفعل حتى نتمكن من تفعيل اتصالنا. وأما النظريات فهي عادة ما تقتصر على المتخصصين في مجال الاتصال الذين يلاحظون، يفكرون وينتجون نماذج، معايير وتقنيات جديدة أيضا. فالمتخصصون ينظرون للممارسات وللتقنيات معا (النظريات الاجتماعية للاتصال/النظريات التقنية)، وكذا لرهانات الاتصال. ولكن الكل يهتم وبطريقته الخاصة برهانات الاتصال والتي يستدعي تحليلها نظرة أوسع بحيث تشمل مجالات أخرى من الحياة الاجتماعية (للتساؤل حول جدوى الاتصال ومكانته في المجتمع). وسنركز في مقدمتنا هذه على المستوى الثاني من مستويات الاتصال التحليلية ألا وهو مستوى التقنيات، قبل الحديث عن أهميته وعن بعض حيثيات هذا العمل: فنحن عندما نتواصل نستعمل تقنيات مختلفة. فالكتابة تقنية نتبعها لأنها تتطلب معرفة حروف الهجاء ومقابلاتها الصوتية، والإقناع أو الإخبار (الإعلام) تقنية أخرى تتطلب معرفة مستلزمات الإقناع أو الوصف الموضوعي للأحداث.