وصف الكتاب:
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيد عطائه، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، محمد النبي الأمي الأمين المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فإن الله تبارك وتعالى أنزل القرآن العظيم بياناً لكل شيء، وتفصيلاً لكل أمر، وقد جاءت رسالة الإسلام وحال البشرية في وضع مؤسف جداً، فحارب الإسلامُ المبادئَ المنحرفة التي وضعها الطغاةُ والجبابرةُ ومَن على شاكلتهم لحماية مصالحهم الشخصية، فحارب القيم الجائرة، وأنصف الضعفاء والنساء، وحَرَّم الظلم كُلَّه، وكَرَّمَ المرأة وساوى بينها وبين الرجل في الكرامة الإنسانية، وضمن لها الحقوق مثل الذي عليها والإسلام كَرَّم المرأةَ بنتاً وأماً وزوجة، ومن تكريمه لها أن شرع عقد الزواج وجعل له الضوابط والقيود، ذلك أن نظرية الزواج شراكة بين الزوجين، تحقق أهدافاً سامية من تكثير النسل وإنشاء مجتمعات نظيفة تملؤها المودة والرحمة والطمأنينة، لذا نجد أن الإسلام يؤيد عقد الزواج، ويجعله ميثاقاً غليظاً، ومن الضوابط التي وضعها الإسلام أن جعل للزوجين حرية الاختيار أو الموافقة على شريك حياته، ومنع أن يقع الزواجُ تحت تأثير الإكراه على أي منهما. ولما كان للإكراه الأثر الكبير على الحياة الزوجية، اخترت أن أكتب عن أثره على عقد النكاح، وتناولت موضوعاته في هذه الرسالة بصورة وافية شافية ــ سائلاً المولى عز وجل التوفيق والسداد .