وصف الكتاب:
أثار هذا الكتاب عندما صدر منذ سنوات، تساؤلات عديدة، ما هو المقصود الحقيقي من وراء نشره: هل هو محاولة نيل من مكانة فانون والتشكيك في أصالة تفكيره؟ أم هو نوع من الشوفينية المتعلقة التي ترفض فكراً كل ما هو ليس بجزائرى عرقا؟ بل لقد تصور البعض أن هذا التناول لفانون يكشف عن وجود خط تراجعي يختلف عما عرف عن الثورة الجزائرية، أيام الكفاح المسلح من انفتاح وتقبل للأخذ! والواقع أن شيئاً من ذلك لم يكن، لقد كانت مجرد محاولة بسيطة ومقتضبة لتصحيح تصور خاطئ غطى شيوعه والتسليم به على مواطن النقد فيه؟ فقد تحدث كثيرون، شرقاً وغرباً، عن مدى تأثير فانون في الثورة الجزائرية، ولم يشر أحد ممن تناولوه، إلى مدى تأثير الثورة الجزائرية في فانون ومدى انتصاره فكرياً بمناخها وأصالتها وجذريتها. وقد وقع بعض من تناولوا حياة فانون في أخطاء تاريخية فادحة، مثل القول بأن فانون كان من بين مؤسسي الثورة الجزائرية في نوفمبر 1954؟ مثلما أوحت كتابات بعضهم بأن الثورة الجزائرية كانت خالية من أي فكر سياسي حتى قبض الله "فرانز فانون". وشيئاً فشيئاً اختلط التاريخ بالأسطورة، وتراجع ذاك لفائدة هذه، وتشكل تصور لا تاريخي، أراد أن ينصف شخصاً فظلم شعباً وتجنى على ثورة. لذلك أراد "محمد الميلي" أن يظهر مدى تأثر فانون بالثورة الجزائرية، وأن يشير إلى بعض الجذور الفكرية في الثورة الجزائرية، نابعة من طبيعة الصراع الذي خاضه الشعب الجزائري ضد الاستعمار، من قبل أن يولد "فانون.