وصف الكتاب:
تعد منظمات الأعمال الأكثر تأثراً بالتطورات التي تنم في تكنولوجيا المعلومات التي دخلت في كافة أعمال ونشاطات المنظمة من أتمتة الإنتاج إلى عمليات تصميم المنتجات بالإضافة إلى استخدامها في معالجة البيانات والمعلومات وأتمتة الأعمال المكتبية. لقد أصبحت المعلومات عنصراً مهماً من عناصر الإنتاج لها دور مهم في تحديد فعالية وكفاءة المنظمة، لذلك اتجهت المنظمات إلى تصميم وبناء أنظمة معلومات من أجل السيطرة على الكم الهائل من المعلومات الضرورية لإدارة المنظمة وذلك لضمان وصول المعلومات موثوقة وصحيحة ودقيقة إلى كافة المستويات الإدارية بالشكل الملائم والوقت المناسب من أجل استخدامها في اتخاذ قرارات رشيدة تساهم في تحقيق أهداف المنظمة. إن لنظم المعلومات المصممة بشكل يتلائم مع احتياجات المنظمة تأثيراً كبيراً على فعالية كافة العمليات والأنشطة داخل المنظمة، بحيث أصبحت نظم المعلومات عاملاً مهماً من عوامل نجاح المنظمات في ظل علم المنافسة الدولية والتجارة الإلكترونية. تعد المحاسبة من أهم وأقدم نظم المعلومات ضمن المنظمة، فهي أحد المصادر الرئيسة للمعلومات، حيث إنها تقدم القسم الأعظم من المعلومات التي تحتاجها كافة المستويات الإدارية والجهات الخارجية كما أنها تعالج كماً هائلاً من البيانات عبر طرق وأساليب متعددة بالإضافة إلى علاقتها المتشابكة مع كافة بقية أنظمة المعلومات ضمن المنظمة وكل ذلك في إطار وظيفتها الأساسية وهي إعادة عكس الواقع المالي للمنظمة. إن تصميم وبناء نظم المعلومات المحاسبية وفق الأسس العلمية الحديثة في بناء النظم واستخدام الحاسوب في معالجة المعلومات المحاسبية يعد خطوة ضرورية لعقلنة إنتاج واستهلاك المعلومات في المنظمة. لقد أثرت هذه البيئة الجديدة في إعداد وتأهيل المحاسب فأصبح المطلوب أن يكون المحاسب أكثر فعالية في المساهمة في تصميم نظم المعلومات المحاسبية وتقديم المعلومات للمساعدة في اتخاذ القرارات عوضاً عن إضاعة الوقت في تسجيل القيود في اليومية والترحيل إلى دفتر الأستاذ وإعداد ميزات المراجعة والتقارير المالية يدوياً. إن دراسة نظم المعلومات المحاسبية من قبل المحاسبين ومحللي النظم أصبحت ضرورية. فالمحاسب لم يعد مستخدماً فقط للنظام المحاسبي ومشغلاً له، وإنما قد يتعرض أثناء عمله إلى المشاركة في تطوير النظام المحاسبي، أو أن يتولى تقويم النظام المستخدم بصفته مراجع حسابات للمعلومات التي يقدمها النظام. لقد انتشر استخدام الحاسب في تشغيل نظم المعلومات المحاسبية في معظم المنظمات، وأصبحت المعلومات أكثر أهمية وحيوية لإدارة المنظمة، وبذلك أصبحت عملية إدارة البيانات وإعداد التقارير وتقديمها للمستفيدين أكثر تعقيداً وتنوعاً، وأصبح المطلوب من المحاسب أن يحوز على المعرفة والمهارة اللتين تمكنه من تطبيق النظم المحوسبة وأداء المهام الملقاة على عاتقه بكفاءة وفعالية. إن نظم المعلومات أصبحت تتغير وتتحسن بشكل سريع نتيجة التطورات الهائلة في مجال الإنترنت والتجارة الإلكترونية والشبكات والاتصالات، ومن دون حصول المحاسب على المعرفة والمهارة للتعامل مع نظم المعلومات المحوسبة، يصبح المحاسب غير قادر على الاستفادة من المزايا والفرص التي تقدمها هذه التقنيات. لهذه الأسباب رأينا أن يكون الطالب قادراً على التعامل مع الأساليب الحديثة في تصميم وتطوير النظم المحاسبية، ونظراً لافتقار المكتبة العربية إلى مراجع في هذا المجال، حاولت عبر هذا الكتاب تقديم الأسس التي يجب أن يتعلمها القارئ لكي يتمكن من المشاركة بشكل فعال في عمليات تصميم وتطوير نظم المعلومات المحاسبية. يبدأ الكتاب باستعراض بتقديم لمحة عن نظم المعلومات ودورها في المنظمات في المرحلة الراهنة من التطور الاقتصادي، موضحاً في هذا الإطار مكونات نظام المعلومات والأنشطة الرئيسة فيه والعلاقة بين المعلومات وعملية اتخاذ القرارات ضمن المنظمة، ودور نظام المعلومات وتأثيره على فعالية المنظمة بشكل عام. في الفصل الثاني تم استعراض نظم المعلومات المحاسبية اليدوية، وذلك من خلال وضع حدود للبيانات التي يعالجها النظام المحاسبي، ودور النظام المحاسبي في تقديم المعلومات، بالإضافة إلى استعراض أهم المبادئ التي يجب أن تطبق عند تصميم النظام المحاسبي. في الفصل الثالث يعرض لتقنيات تحليل وتصميم نظم المعلومات، من خلال بيان الأدوات المستخدمة وكيفية استخدامها وأهميتها في كل مرحلة من مراحل التطوير. الفصل الرابع يعرض لوظيفة الرقابة الداخلية في المنظمات، من حيث البيئة الرقابية والأهداف والأدوات والأهمية، فيعطي فكرة عن دور المحاسب والمراجع والمصمم في تصميم نظم الرقابة الداخلية. يتطرق الفصل الخامس إلى مخرجات نظم المعلومات المحاسبية من خلال شرحه لوظائف التقارير المحاسبية ودورها في المنظمة، تقنيات تصميمها، مواصفاتها، مع بيان أهم الأساليب المستخدمة في زيادة فعالية التقارير المحاسبية. يعرض الفصل السادس لأساليب المعالجة في نظم المعلومات المحاسبية اليدوية، فيقدم شرحاً لمواصفات عمليات المعالجة، وتقنيات تصميمها، وكيفية تصميم عمليات المعالجة في نظم المعلومات المحاسبية من تصميم اليوميات إلى دليل الحسابات. في الفصل السابع يتم التعرض لمدخلات نظم المعلومات المحاسبية، فيتناول قضايا مواصفات المستندات الجيدة وكيفية تصميمها، بما ينسجم مع متطلبات المستخدم في تدوين البيانات عليها بسرعة وبأقل قدر ممكن من الأخطاء. في الفصل الثامن تعالج دورة النفقات المتمثلة في نظام المشتريات الآجلة ونظام المدفوعات النقدية، فتحدد المعلومات المطلوبة عن هذه الدورة والمخاطر الرئيسة التي تنشأ أثناء تنفيذ عملياتها، والإجراءات الرقابية الملائمة لمواجهة هذه المخاطر، بالإضافة إلى تطوير مخططات تدفق البيانات ومخططات سير المستندات العائدة لهذه النظم. في الفصل التاسع يتم معالجة دورة الإيرادات من خلال عرض النظم التطبيقية للمبيعات الآجلة والمتحصلات النقدية، فتحدد المعلومات المطلوبة عن هذه الدورة والمخاطر الرئيسة التي تنشأ أثناء تنفيذ عملياتها، والإجراءات الرقابية الملائمة لمواجهة هذه المخاطر، بالإضافة إلى تطوير مخططات تدفق البيانات ومخططات سير المستندات العائدة لهذه النظم. الفصل العاشر يقدم عرضاً لمختلف فعاليات وأنشطة دورة الإنتاج في منظمة صناعية وعلاقة هذه الأنشطة والفعاليات مع النظام المحاسبي مع تفصيل للمخاطر والإجراءات الرقابية لمواجهة هذه المخاطر. عرض نظم إدارة قواعد البيانات كأداة مستخدمة في تطوير نظم المعلومات يتم في الفصل الحادي عشر، حيث يتم التطرق إلى مواضيع وظائف نظم إدارة قواعد البيانات ومكوناتها ومزاياها وأنواعها وآلية عملها. الفصل الثاني عشر يتناول مراحل تصميم قواعد البيانات انطلاقاً من تحديد حاجة إدارة المنظمة إلى المعلومات إلى توصيف التقنيات المستخدمة في تصميم قواعد البيانات وصولاً إلى برامج التطبيقات. الفصل الثالث عشر يتناول مواضيع التجارة الإلكترونية وشبكات الحاسب بأنماطها المختلفة والتبدل الذي يحدث على بيئة عمل المنظمة في ظل هذه التقنيات وصولاً المشاكل التي تواجه استخدام هذه التقنيات على النظام المحاسبي. الفصل الرابع عشر يتناول مشاكل وآلية الرقابة الداخلية في ظل النظم المحوسبة، من الأنماط البسيطة لاستخدام الحاسب إلى استخدام الشبكات والتجارة الإلكترونية. آمل أن أكون قد ساهمت من خلال هذا الجهد المتواضع في ملئ فراغ موجود في هذا المجال في المكتبة العربية، لعلي أساعد القارئ على الدخول في هذه المفاهيم الحديثة في مجال نظم المعلومات، مما يمكن القارئ من التواصل مع هذا التطور المهم الذي يصيب المنظمات في الواقع العملي. وأسأل الله السداد والتوفيق