وصف الكتاب:
يقع هذا الكتاب خارج التجنيس، لم أعثر على صفة تناسبه، ولم أجد كتاباً عربياً يعتمد الكولاج كما هو الحال مع اللوحة أو المنحوتة. لا أدري إن كان كتابي هذا أقرب إلى روح السيرة منه إلى جسد الرواية، لكنه يقترب منهما على استحياء، فهو مزيج من مذكرات مكتوبة وذكريات ما تزال وراء قحف الجمجمة، إلى جانب الذاكرة التي ساعدتني على تأليفه، مع أنني أقول: هي فكرة خطفت مثل نيزك ذات ليل، أن أجمع بعض النصوص وأربطها بما جرى في حياتي، زائداً ما أملكه من معلومات عن أدباء العراق وما حل بهم من هجرة وموت وشتات وأسرار. الكتاب حزمة حقائق عن زمن أسود ما كان من أحد يصدق يوماً بأنه سينطمر ويمضي إلى الجحيم بعد أن تحررنا منه. شيء واحد فعلته مرغماً، هو اسمي الذي تغير وصار عمار جواس البدري، لئلا يتكرر عبد الستار ناصر بين السطور، فيزعجكم. منذ الثالث والعشرين من تشرين الأول (أكتوبر) 1999 حتى الثالث والعشرين من شباط (فبراير) 2007 نشرت عشرين كتاباً في الرواية والقصة القصيرة والنقد والمسرح، بينما كتابي هذا وحده الذي لا أعرف ماذا سيقال عنه، فهو دون هوية معقولة وبلا نسب أو أب أو عائلة أو عشيرة. كونوا أنتم عشيرته إن شئتم، والمهم هو أنه جاء إلى الدنيا بعد ولادة عسيرة، وليس من الرحمة أن يعود إلى الرحم.