وصف الكتاب:
لم تكد ثورتنا تنشب وتملأ أحداثها وظواهرها قلوب الناس وعقولهم في مصر وفيما حولها من البلاد العربية، حتى أخذ فريق من الكتاب يتساءلون في إلحاح: «أين أدب الثورة؟» ثم لم تكد الثورة تبلغ من عمرها أشهرًا قصارًا، حتى أخذ هؤلاء الكتَّاب يُظهرون اليأس وخيبة الأمل؛ لأن أدب الثورة لم يستجب لهم حين دعوه، ولم يهبط عليهم من السماء كما يهبط الغيث، ولم تتفجر عنه ينابيع الأرض كما تتفجر عن الماء والبترول. ثم لم يلبثوا أن قرروا فيما بينهم وبين أنفسهم، ثم فيما بينهم وبين قرائهم، أن الأدب المصري قد أخفق لأنه لم يردد أصداء الثورة ولم يصور حقائقها، ولم يلائم ما تتصل به نفوس الناس وقلوبهم من هذه العواطف والخواطر التي أثارتها الأحداث، ولا سيما بعد أن أُخرج فاروق من مصر، وبعد أن أزيلت أسرته كلها وصار الأمر كله إلى المصريين يدبرونه بأنفسهم، لا يتنزل عليهم وحي من العرش ولا من سلطان المحتلين