وصف الكتاب:
هذه الرواية تصور الحياة العربية، الإنسانية والاجتماعية والتجارية والجنسية السائدة بعد الحداثة، مع مجتمع الرأسمالية المتوحشة التي تغزو العالم، وتصور (الحب في زمن العولمة). يحاول صبحي فحماوي من خلال روايته تصوير واقع عربي صريع للعولمة، لكنه يقدمه بعين ناقد ساخر، يتهكم على ما آلت إليه حالات وأحوال شخصياته التي رسمها بعناية فائقة لكي تشكل قوى فاعلة في مجرى أحداث روايته هذه، محاولا أن ينوع من أنماطها لكي تكون في مجملها هي هذا العالم العربي الذي نعيشه أو الذي ننتمي إليه، فالروائي استطاع حقا أن يقدم رؤية إبداعية من خلال هذا العمل، من حيث بناؤه وأسلوبه ومضامينه ومقصدياته وأبعاده الدلالية. وتحكي هذه القصة مدينة عربية تقليدية، ينابيعها نقية، وثمار أشجارها شهية، ونساؤها بريئة ساذجة وجميلة، ورجالها بسطاء، وفجأة داهمتها أعاصير العولمة، فسماها التجار والمرتزقة والعابرون وأبناء السبيل والقراصنة وعصابات المافيا والفقراء والمعدمون؛ مدينة العولمة. وبفعل غزارة المرور بتلك المنطقة، صارت تتسع وتكبر وتنتشر بسرعة مدهشة، فازداد العمران، واتسعت الشوارع، وظهرت فيها عمارات ناطحات سحاب ومصانع، سالت منها المجاري، فلوثت كيماوياتها وزرنيخها مياه الينابيع، وقتلت أسماكها المزركشة، وانتشرت غازاتها السامة في جو خانق، ففتك التلوث بكل شيء، وكبر أحد أطفالها البسطاء ليصبح مليارديراً ذا نشاطات تجارية عولمية، وانتشرت فيها أمراض القرن الحادي والعشرين، وكان أبشعها مرض (الإيدز)..إنه مجتمع غني فقير معدم منخور من رأسه حتى أخمص قدميه، ومصاب بداء العولمة.