وصف الكتاب:
في أعمال أحمد الزبيدي تمثل الشخصيات مركز السرد، وتقدمها الأحداث مغلفة بالرمز. ولعلَّ هذا انعكاسٌ لطبيعة الأفكار في أعمال الزبيدي، فأعماله الثلاثة المنشورة جميعًا تقوم بشكل أساس على "ثورة ظفار" و"الانقلاب الإنكليزي" وما تلاهما، نابشة في التاريخ العُماني ومثيرة الأسئلة حول ظروف الإنسان في هذه البقعة وما حدث فيها من استعمار وأنظمة حكم وحروب واضطهاد وتمرد ورفض. وعلى النقيض ممَّا قد يحيل إليه التصاق الأفكار بقضية وطنية يكتب الزبيدي بحساسية عالية تجعل حضور كل شيء أساسيًّا، لا وصف أو عوامل ثانوية ممهدة تتوسَّل لغة تتراصُّ في جملها معانٍ جوفاء زائدة. يكاد كل سطر يشترك في صياغة الحدث ودفع سيرورة الشخصيات. سرد ينبغي قراءته بحذر، فكل ما يرد فيه قد يتأنسن فجأةً، وحتى إن بقي كما هو قد يمتلك إمكانياتٍ غير متوقعة أبدًا تخوله الدخول في بنية السرد وصنع أحداثها. وإن بدا الأمر حينًا أنه مجرد صيغ شعرية يأتي فجأة ليداهم أي تصور سابق...