وصف الكتاب:
بدأت هذه المحاولة، في درس سيرة السيدة "مريم العذراء" نظراً لأهميتها بين النساء المذكورات في القرآن الكريم، إذ اعتبرت المرأة المصطفاة من الله -عز وجل- على نساء العالمين، وذكر اسمها صراحة أكثر من عشر مرات في حين لم يذكر اسم غيرها من النساء. هذا المر لفت انتباهي إلى سيرتها من حمل أمها بها حتى آخر رمق في حياتها، تعرضت خلالها لأقسى ما تتعرض له أنثى، نشأت في بيت دين وتقى لأب عالم وأم نذرت لله ما حملت، أن تهب ما في بطنها لخدمة الهيكل. أمضت السيدة العذراء صباها في المحراب خادمة، حتى خصها الله تعالى بنبي لبني قومها، فما كدت تسمع البشرى حتى استسلمت لأمر الله سبحانه في أمر تجربة تمر بها بنت عابدة تعيش بين أولياء صالحين. وقد وتعمدت أن أرسم ملامح الشخصية المريمية المقتبسة من كتاب الله -عز وجل-، لأنه أصدق وأحكم مصدر يمكن أن يرجع إليه، ثم وجدت من ضروريات البحث العلمي، لكي تكون الصورة المريمية في القرآن الكريم واضحة، أن نورد صورة نساء أخر ورد ذكرهن في التنزيل الكريم، وأغلب الظن أنه بمجرد إيراد ذكر هؤلاء النسوة، تتوضح الصورة دون الحاجة إلى مقارنة. أما بالنسبة إلى تقسيم البحث فقد رأيت أن أجعله في مقدمة وبابين: تناولت قصة السيدة مريم العذراء بفصول خمسة في الباب الأول وهي: -مولد السيدة مريم العذراء ونشأتها. -البشارة والحمل. -ولادتها المسيح عليه السلام. -اجتباؤها على نساء العالمين. -السيدة مرين العذراء عند الزهاد المسلمين. في حين جعلت الباب الثاني نموذج المرأة في القرآن الكريم، وهو يتضمن فصلين: الفصل الأول: أنموذج المرأة الصالحة الفائزة في الدنيا والآخرة المتصفة بالصفات الحميدة الراضية بقضاء الله -عز وجل- وهنّ حسب التسلسل التاريخي: حواء، سارة وهاجر، امرأة العزيز، النسوة اللواتي تعرضن ليوسف عليه السلام، يوكابد، آسيا، ابنتا شعيب، بلقيس، مرين عليها السلام، زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، خولة بنت ثعلبة، أم كلثوم بنت عقبة، هند بنت عتبة. أما الفصل الثاني فكان بعنوان "أنموذج المرأة السيئة" التي تعيش مطية للهوى وأسيرة للشهوة وهنّ: واغلة، والهة، أروى، ريطة بنت سعد. وأنهيت البحث بخاتمة تضمنت موجزاً لأهم النقاط واستنتاجات التي توصلت إليها خلال البحث.