وصف الكتاب:
يقول الحافظ ابن القيم عن كتابه هذا: "هذا كتاب اجتهدت في جمعه وترتيبه، وتفصيلة وتبويبه، فهو للمخزون سلوه، وللمشتاق إلى تلك العرائس جلوه. محرك للقلوب إلى أجل مطلوب، وحاد للنفوس إلى مجاورة الملك القدوس. ممتع لقارئه، مشوق للناظر فيه، لا يسأمه الجليس، ولا يمله الأنيس. مشتمل من بدائع الفوائد القلائد، على ما لعل المجتهد في الطلب لا يظفر فيما سواه من الكتب. مع تضمنه لجملة كثيرة من الأحاديث المرفوعات، والآثار الموقوفات، والأسرار المودعة في كثير من الآيات، والنكت البديعات، وإيضاح كثير من المشكلات، والتنبيه على أصول الأسماء والصفات، إذا نظر فيه الناظر زاده إيماناً، وجلى عليه الجنة، حتى كأنه يشاهدها عيناً، فهو مثير ساكن العزمات إلى روضات الجنات، وباعث الهمم العليات إلى العيش الهني في تلك الغرفات، وسميته "حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح"، فإنه اسم يطابق مسماة، ولفظ يوافق معناه... ولقد قسم الحافظ ابن القيم كتابه إلى سبعين باباً، شملت كل ما يتعلق بالجنة من جمع للآيات وتفسيرها، وجمع للأحاديث والآثار وتبويبها، وجمع للمسائل المتعلقة بالجنة، وأقوال العلماء في كل مسألة وتحرير تلك المسائل، وبيان الأحكام المتعلقة بها، فهو بحق اسم يطابق مسماة. وبالنظر للأهمية التي يحتلها هذا الكتاب فقد اجتهد "فواز زمرلي وفاروق الترك"، بتخريج أحاديثه وآثاره، وبالتقديم له بمقدمة جاءت بمثابة تعريف بالكتاب وبمصنفه الشيخ "ابن قيم الجوزية".