وصف الكتاب:
المؤلف يعتقد أن إنتشار ضرب من ضروب المعرفة في صفوف الناس هو ما يكوّن وعيهم الإيديولوجي، فنتيجة لكم الهائل من قنوات تصريف المعلومة الدينية من مساجد ومدارس وقنوات تلفزية وإذاعية، ومواقع إلكترونية وجرائد ومجلات، أمس بمقدور الناس جميعهم تداول المواضيع الدينية ودمجها في سياقات إجتماعية وسياسية مختلفة، وكان نصوص القرآن الكريم مجردة من أسباب النزول. وعليه، يرى المؤلف بأن المجتمع المعاصر في حاجة إلى يقظة دينية يكون هدفها منع رجال الدين من الخوض في السياسة، خصوصاً بعد أن أثبت التاريخ أنهم كانوا على الدوام عماد الدكتاتوريات في إحكام السلطة على الشعوب، وأنهم أن تمردوا على السلطة فهم لا يريدون ثواباً ولا أجراً؛ بل تحركهم نزوات الدنيا ومآربها، وأنهم إن طمعوا في الثواب والأجر فهم يرفعون آراءهم إلى مصاف كلام الله تعالى فلا يملك الناس فهم فكاكاً، وإنهم إن حكموا يقطّعون أيدي الناس وأرجلهم، ويجلدون ظهورهم ويقطعون رؤوسهم مضيفاً بأن ما تستلزمه هذه اليقظة الوعي بالحدود الفاصلة بين الخطاب السياسي والخطاب الديني؛ إذ على الناس أن يدركوا تداخلها في خطاب المشتغلين بالسياسة، وأن يتمعنوا في الخلفيات التي يخدمها هذا التداخل.