وصف الكتاب:
يعتبر هذا الكتاب مجموعة من البحوث المتنوعة كتبها الباحث "إبراهيم بن مراد" بين 1978 و1988، وقدم معظمها في ندوات علمية عالمية نظمت في تونس وفي أقطار عربية أخرى. وهذه البحوث -على تنوعها- متفقة في جملة من المقاصد، وأهمها مقصدان: 1- هو العناية بإسهام المغاربة والأندلسيين في إثراء الطب والصيدلة عند العرب، وإظهار بعض ما كان لهم من أثر في تطوير المباحث الطبية والصيدلية العربية والأعجمية، وهكذا فقد عنى الباحث بالتعريف بنفر من أعلامهم وصحح بعض مما علق بهم من الأوهام، كما وبحث في جملة من مؤلفاتهم وحقق منها مقدماتها ونماذج من نصوصها لم يحقق ولم ينشر جلها من قبل، وبين مظاهر من الطرافة في علمهم، والجدة في تفكيرهم، والسبق الذي كان لهم في إثراء الثقافة الإنسانية. 2-هو العناية بكتب الأدوية المفردة. وهذا المبحث ذو منزلة في الثقافة الطبية والصيدلية العربية متميزة، ولذلك سمّاه القدماء "هيولى الطب". فهو جامع بين الطب والصيدلة. ثم هو واصل بين الطب والصيدلة وجملة أخرى من العلوم، كالنبات، والحيوان، والكيمياء، واللسانيات. إلا أنه -رغم ما له من المنزلة- لم ينل حظه من الدراسة عند المحدثين ولم يول منهم ما يستحق من الاهتمام. وقد يكون السبب في ذلك غلبة هذا الصنف من التآليف الطبية في بلاد المغرب والأندلس، فإن أهم المؤلفات العربية في الأدوية المفردة وأشهرها مغربية وأندلسية. أما في بلاد المشرق فقد كان هذا الفن من العلم يخص بباب أو بمقالة ضمن مؤلف عام في كليات الطب، وما كان يفرد له مؤلف خاص إلا قليلاَ.