وصف الكتاب:
في هذا الكتاب يقف سعيد السريحي عند الحركة الأوروبية في الحجاز يبحث عن أثر البيئة في الأديب والنص معاً، حيث يسلط الكاتب الضوء على النتاج الأدبي لأدباء الحجاز فيبدأ بالتنويه "كان لهذا الكتاب لو أنه اتخذ التتبع التاريخي منهجاً، أن ينتهي بما بدأ به ما دام الكتابان اللذان عني مبهماً الفصل الأول منه، وهما "من وحي الصحراء" و"ثقافة الصحراء" جاءا تاليين في الصدور على الكتب التي اعتنى بهما الفصلان الآخران من هذا الكتاب، وهي "أدب الحجاز" و"المعرض" و"خواطر مصرحة" و"التوأمان". في هذه المؤلفات اعتبر السريحي أن الداعين إلى التجديد والمتخوفين من التجديد كانت تحفظاتهم واضحة وصريحة غير أن صدور كتاب "من وحي الصحراء" وضع الثقافة على عتبة أخرى بدت فيها الصحراء وكأنما قد أصبحت الجواب النهائي على سؤال الهوية، الجواب الذي تحولت معه الصحراء إلى رمز معبّر عن خطاب يتم بالقدرة على ممارسة الإحتواء والعزل والهيمنة، ولم تعد الصحراء مكوناً من المكونات الطبية للمكان. كما لم تعد مكوناً ثقافياً من المكونات الثقافية لذلك المكان، بل غدت أيديولوجيا تعبّر عن هوية المركز وترمز إلى الإنتماء إليه والولاء له... لهذا كله، جاء الفصل الأول من الكتاب معيناً بالصحراء بإعتبارها أيديولوجيا الخطاب القادر على التصنيف والإحتواء والإقصاء والهيمنة ومخاتلة المعرفة والقدرة على الإختفاء والتجلي كلما استدعت الحاجة ذلك... وقد تلا هذا الفصل، فصلان الثالث والرابع عُنيا لما سبق "من وحي الصحراء" من كتب مثلث في قبولها التجديد ودعوتها إليه أو في تخوفها من التجديد وتخديرها منه أسس الحراك الثقافي الذي يتمايز فيه المجددون عن المحافظين قبل أن تحتويهم أيديولوجيا الصحراء وتضمهم تحت ردائها.