وصف الكتاب:
يشكل كتاب "التمرد السوري" لمؤلفه فؤاد عجمي قراءة في المشهد السياسي السوري الحالي من حكم الأب إلى حكم الإبن، يتطرق فيه المؤلف إلى النهج الذي اتبعه الأسد الإبن في الداخل السوري ودول الجوار ومن بينها لبنان قبل تفجر الحركة الإحتجاجية، ويدخل في صلبها ويشرح بشيء من التفصيل إنتشار رقعة الإحتجاج الشعبي بدءاً من درعا وصولاً إلى كافة المحافظات والضواحي مفصلاً الكلام علىالدوافع الخارجية والداخلية التي فجرت "الثورة السورية في بلد استيقظ من سبات طويل" وينقد عجمي "تخوف بعض المسيحيين، ويبرز مواقفهم من الحركة الاحتجاجية على قاعدة التوجس من قدوم سلطة سنية قد تأتي بالمتطرفين". ويشن هجوماً على النظام السوري الذي حمل لواء حماية الأقليات "لأهداف سياسية" ويقارب من زاوية تاريخية حال الطائفة العلوية، محاولاً الإحاطة ببعض عقائدها وحضورها في المشهد السياسي السوري والتحولات الديموغرافية والسياسية التي شهدتها بعد عام 1970. فيحيلنا إلى مرحلة الإنتداب الفرنسي وموقفه تجاه الأقليات، ومن ضمنها العلويين. يرى أن سقوط السلطنة العثمانية أدى إلى فقدان المسلمين السنّة الكثير، فالأمبراطورية كانت موطن الإسلام التقليدي، وكان أكثر الناس بساطة من أهل المدن في حماه وحلب يرى ديانته في ممارسة الدولة وعقيدتها. تحت عنوان "زمن المؤسس" يدرس عجمي الحقبة الممتدة من عام 1949 حتى عام 1970 وما بعده مسلطاً الضوء على الإيديولوجي الذي عرفته سورية لتحديد وجهتها بين الشيوعيين والناصريين والقوميين والبعثيين. يتحدث عن مرحلة الرئيس حافظ الأسد والنهج الذي اتبعه النظام الذي عمل على توطيد أركانه وقوته – كما يقول الكاتب – عبر أربعة مفاصل أساسية: تشبيك العلاقة مع طبقة التجار السّنة في المدن السورية الكبرى ، مثل دمشق وحلب لكسب تأييدها؛ تطويع المؤسسات السّنية لتكون تحت إرادته؛ تقوية نفوذ الطائفة العلوية في المؤسستين السياسية والأمنية؛ وتجنيد الريف كسند للسيادة التقليدية. وفي ختام الكتاب يتمنى عجمي للسوريين، "عسى أن ينعموا قريباً بالوضع الطبيعي الذي طالما كان عسير المنال.