وصف الكتاب:
عَزْمُنَا في هذا الكتاب أن نبيِّن إلى أيِّ مدًى يفي نموذج النحو الوظيفي في بنيته الحالية بالرصد الكافي والوصف الملائم لأربع ظواهر هي: الاستلزام الحواري واللواحق الإنجازية وامتصاص المكونين الخارجيَّيْن المبتدإ والذيل ووحدة المحور في علاقتها بتناسق النص السردي. وقد اعتمدنا معيارًا لانتقاء هذه الظواهر تنوُّعها قصد أن نمحص كفاية النموذج في مجالات متباينة. فالظاهرتان الأولى والثانية تمَسّان حيِّزًا هامًّا من بنية الجملة تكمن أهميته في كونه المجال الذي الذي لم يَحْظَ لحد الآن بما يستحقه من العناية في حين تُشكِّل الظاهرة الثالثة عيِّنة من التغيرات التي تطرأ على اللغات أثناء تطورها والتي تستلزم أن توصف وأن تفسَّر على أساس وظيفي شأنها في ذلك شأن الظواهر التزامنية. أمّا الوحدة المحورية وعلاقتها بتناسق النص السردي فهي ممّا يمكن أن يعدَّ مِحكًّا لمزاعم كل نظرية لسانية تطمح إلى وصف قدرة المتكلم "العامة"، قدرته لا على إنتاج وتأويل الجمل فحسب بل كذلك على إنتاج وتأويل قطع خطابية كاملة. وأملنا أن نتوصل، من خلال تناول هذه الظواهر الأربع، إلى إبراز أهم مزايا "نموذج مستعملي اللغة" كما تقترحه نظرية النحو الوظيفي في مرحلتها الراهنة وأهم حدوده وأن نُسهم – مع المسهمين - باقتراحات قد تكون مُنطلَقًا لحل بعض المشاكل أو – على الأقل - لإعادة طرحها الطرح الذي يضمن لها الحل الملائم.