وصف الكتاب:
في النصف الثاني من القرن التاسع، ارتفع في حلب الشّهباء صوت عربي مجلجل، ثار على الفساد والاستبداد وحارب الطغيان والاستعباد، بعزيمة لا تني وهمة لا تفتر، لم يهادن الظلم والظالمين، لم يحاب الفساد والمفسدين، إنما جعل اصلاح المجتمع وكده، متسلحاً بخبرة واسعة في شؤون الحكم والإدارة، وثقافة عميقة وإطلاع غزير وصدق عزيمة واخلاص نية، فكان صاحب دعوة بل رسالة تحررية ثورية استهدفت اقتلاع الاستبداد من أصوله واستئصال الفساد من مظانه، ونادى بالحرية والعدالة والمساواة، في ظلّ حياة حرة ديموقراطية سليمة حيث لا طائفية ولا اقطاعية ولا طغيان ولا استعمار. وكان الصوت صوت عبد الرحمن الكواكبي المفكر العربي الثائر الحر الذي ذهبت صيحاته بالأوتاد كما تنبأ لها يوم قال بصدد كتابه (طبائع الاستبداد) كلمات حق وصيحة في واد، ان ذهبت اليوم مع الرّيح، لقد تذهب غداً بالأوتاد أوتاد عرش عبد الحميد واستبداده وطغيانه. تتناول هذه الدراسة عصر الكواكبي ومؤلفاته وآرائه في حقول السياسة والاجتماع والدين.