وصف الكتاب:
تمر الاقتصاديات العربية بمرحلة جديدة من أخطر مراحل تطورها الحديث على الإطلاق. فبعد مرور عقدين من الزمن على الطفرة النفطية التي عاشتها المنطقة العربية والتي كان من نتائجها حصول تطور كبير في البنى الاجتماعية والاقتصادية في معظم الدول العربية، وخاصة النفطية منها، حصلت قفزة نوعية في التطور فضلاً عن التحسن الكبير في البنية التحتية والخدمات الاجتماعية بمختلف أنواعها، إلا أن الدول العربية لا تزال تعتبر من البلدان النامية "المتخلفة" والتي هي بحاجة إلى استغلال مواردها بشكل صحيح وتحقيق قدر أكبر من الإنتاجية الاقتصادية في سبيل نهضة تنموية شاملة تقضي على التخلف بكل أشكاله. أما الخطر الأكبر الذي يحدق بالاقتصاديات العربية وفي المنطقة العربية ككل يكمن في المشاريع التي تُعد للمنطقة في إطار عملية السلام العربية-الإسرائيلية برعاية أميركية. هذه المشاريع التي تعمل على إنهاء الصراع السياسي والعسكري تهدف إلى تعاون اقتصادي محوره إسرائيل وتوزيع ثروات المنطقة على دولها. ولا ريب أن من بين الأخطار التي تحملها هذه المشاريع إنطواءها على محاولات ضرب للنظام الإقليمي العربي وإحلال نظام الشرق الأوسط الجديد محله مع إدماج إسرائيلي في المنطقة كرأس حربة لمشروع أميركي يهدف لنهب موارد العرب وخيراتهم من جديد.