وصف الكتاب:
أدّت عوامل متنوعة، سياسية وإجتماعية وإقتصادية، إلى ان يشهد الوطن العربي، في العقود الأخيرة، إهتماماً متزايداً (بالتاريخ) قراءةً، وتفسيراً، وكتابة، وهو إهتمام تولَّد من إحساس عام بضرورة إدراك جذور الظواهر العامة في حياة الأمة إدراكاً سليماً، وسط عصر تميز بأعقد التحولات الإجتماعية وأشملها، فلم تعد التبريرات التاريخية السالفة بكافية لأن تفوز بقناعة المثقف العربي، ولم يعد هو يرضى بها دليلاً يسبر به جذوره في عمق ماضيه، وكان هذا الإحساس يتعاظم كلما فقد المثقف العربي ثقته بموضوعية كثير من المسلمات والقناعات التي قدمتها هذه التبريرات، بإدراكه بأنها كتبت وفق مفاهيم هي نتاج عصر لم يعد عصره، ومن ثم فهي نسبية يعوزها الثبات المُولِّد لقناعة جديدة. وزاد من حدة هذا الإحساس، أن كثيراً من الطروحات التاريخية الموجودة، جاء بها مؤرخون أجانب، إما أنهم استخرجوها من تحليلهم لتجارب أممهم الخاصة، أو إنهم وضعوها لخدمة أهداف سياسية معينة، وفي كلتا الحالتين، لم يكتبها مؤرخون عرب.