وصف الكتاب:
"البوصيري" رحمه الله من أقطاب المحبين، شفعَ الإبداع الأدبي بالمحبة الصَّادقة لذي الخلق العظيم، والتَّوقير لمن هو بالمؤمنين رؤوف رحيم؛ فجاءت رائعته القصيدة الهمزية عقوداً لؤلؤية تستهوي القلوب، ويتعشَّقها أولو الذَّوق الروحي، ويتغنى بها المغرمون المتعطِّشون لبلوغ المنهل الروي؛ ليستمدوا منه النهج السوي؛ وهي ألحان تعظيم وإكبار لصاحب الرسالة. سكب "البوصيري" في أحرفها إحساساته ومشاعره، ونفخ فيها من روح أدبه… فصافحت الأفئدة، وشنَّفت الأسماع ، وانتشر جمالها وعبيرها يملآن الدُّنيا؛ ولقد أنصفه أمير الشعراء إذ يقول في نهج البردة: مديحه فيك حب خالص وهوى، وصادق الحب يملي صادق الكلام. لذا ؛ فقد كان من عناية الله بهذه القصيدة أن قيَّض لها فريد دهره ووحيد عصره ، بقية السلف وفخر الخلف