وصف الكتاب:
إن إشكالية تجديد علم أصول الفقه تمثل موضوعا هامّا وحساسا وخطيرا في الفكر الإسلامي قديما وحديثا وفي عصرنا. وهي إشكالية ارتبطت بالتراث العربي الإسلامي وبمناهج قراءته ودراسته وتحليله ونقده. فالخطاب العربي الإسلامي منذ القديم إلى يومنا هذا وفي مجتمعاتنا التاريخية التراثية ارتبط بالوحي وبالعلوم التي انبثقت عنه نقلية عقلية ونقلية صرفة وعقلية بحتة. وعلم أصول الفقه واحد من العلوم النقلية العقلية بدأت مع نزول الوحي، وجاءت قواعده ومناهجه متناثرة بين اجتهادات النبي صلى الله عليه وسلم واجتهادات الصحابة والتابعين والأئمة الفقهاء والعلماء بعد ذلك، حتى تأسس كعلم قائم بذاته في ‘الرسالة’ للشافعي وتطوّر في ‘الموافقات’ للشاطبي. ومنذ عصر الشاطبي لم يعرف علم أصول الفقه التطور حتى بداية القرن الرابع عشر الهجري، فعرف حركة تطور وانتعاش عند علماء الأصول الشيعة ومنهم ‘محمد باقر الصدر’ ومحاولته تجديد علم أصول الفقه ظهرت في أعمال كثيرة وهامة. كما توالت النداءات والدعوات إلى تجديد علم أصول الفقه ليواكب التطورات والمستجدات في الواقع العربي والإسلامي المعاصر.