وصف الكتاب:
الكتاب عبارة عن تجربة شخصية، كطفلة في الثامنة من العمر حين اكتشفت انها "" … هيدي اللي جايي من هؤلاء الشيعة من الجنوب.."" الى تلك الطالبة في السنة الاولى في كلية الاعلام، التي شاء لها القدر ان تشهد اجتياح القوات الاسرائيلية عام 1982 لمدينة صور وان تكتب عنه، وان يصبح خطيبها مطلوبا لهذه القوات، بعدها العمل على تهريبه الى بيروت، لتشهد ايضا حصار بيروت واجتياحها، تصاب برجلها اصابة بالغة على خطوط التماس في ارض اللاحد وتحاصر مع رفيقتها لاكثر من اربع ساعات وتشهدان واحدا من اطول واعنف ايام الحصار. تنتهي الحرب الاسرائيلية، فيما الحرب الاهلية تستعر، وميليشيات ""الخندق الواحد"" تتقاتل فيما بينها، وتضيق المساحة المتبقية من الوطن اكثر واكثر… يأتي بعدها السلام المنشود عام 1991 تفرح بأنها ستكون من فريق عمل تلفزيون لبنان الوطني لكل لبنان. تصاب سعدى بالخيبة والصدمة ومن خلال تجربة العمل تكتشف ان الحرب الاهلية لم تنته بل اتخذت شكلا جديدا حين تسلم قادة الميليشيات بالتعاون مع البليونير الجديد بالجملة وتقاسما السلطة وتحولت البلد الى نهب ودعارة و.... المقاومة، نعم سعدى تحترم وتقدر شرف الدفاع عن الوطن لكن ان يستخدم هذا السلاح في بيروت؟؟؟ تقول ""ان الساكت عن الحق شيطان اخرس،"" حين تنهب بقايا الدولة ويسكت من اعتبر نفسه انه حامي الوطن ولا يحمل مشروعا وطنيا متكاملا للطوائف الثمانية عشرة يتحول الى شيطان اخرس. من يسكت عن ميليشيات الطوائف التي تنهب طائفتها، يصبح جزءا من تحويل المواطن من الالتزام بوطنه الى الالتزام بطائفته يصبح شيطانا اخرسا. تضيق مساحة الوطن الصغير اكثر واكثر… تشعر ان لا مكانا لامثالها في هذا الوطن. وتقرر الرحيل.. عن وطن وضع نفسه على فوهة بركان قابل للانفجار في اي لحظة. بلد ينبذك، يرفضك. كعاشق تتركه لكنك تعود عليه متلهف، مشتاق، فيصفعك من جديد، وتهجر. شاء القدر ان يضعها في قلب العواصف، وان تروي في هذا الكتاب حكايتها وحكايات الاخرين خلال مسيرتها كصحفية. "