وصف الكتاب:
"المعالم الحضارية... والأدبية في عصر صدر الإسلام"... كتاب يطرح قضايا أدبية وحضارية لا تزال تأثيراتها منتشرة حتى يومنا هذا؛ ولا سيما في العالمين العربي والإسلامي... وقد لا نغالي إذا قلنا: إن إرتدادات ذلك العصر، تطال العالم كله... فالكلام على الحضارة والأدب في "صدر الإسلام"، لا يستقيم من دون التطرق إلى "النص القرآني"، وما فيه من إعجاز... فضلاً عن الحديث النبوي الشريف، والسيرة النبوية...؛ فالنصوص الأخرى، النثرية والشعرية (الخطب والرسائل والقصائد...)، توضح الأثر القرآني، وتعمق الترابط بين الموضوعات الحضارية والأدبية في ذلك العصر... آية ذلك، أن النص القرآني، يعد ظاهرة "أدبية حضارية" رفيعة، تطال الميادين الإجتماعية والفكرية والدينية والعسكرية والإقتصادية كافة. والواقع أن القضايا الأدبية والحضارية التي يتناولها هذا الكتاب، تقدم ملخصاً عاماً، يفيد الدارسين والمثقفين، والباحثين... في بلورة فكرة عامة للمنظومة الإسلامية من مختلف جوانبها الحضارية والإنسانية... والقانونية... والأدبية. وبناء على ما سبق، وزعت مادة هذا الكتاب، على سبعة عشر قسماً؛ الأول يتناول تعريفات لمفاهيم الحضارة والمدنية والثقافة، والحضارة الإسلامية... فضلاً عن جدلية العلاقة بين الحضارة والتاريخ... ويعرض القسم الثاني لمحطات من الحياة الجاهلية، وموقف الإسلام منها، ومن العادات الجاهلية... مستهلاً بالحالة الإجتماعية فالإقتصادية، ثم ديانة العرب... في حين، يتناول القسم الثالث أصول الحضارة الإسلامية، ولا سيما القرآن الكريم والحديث، متطرقاً إلى تعريف القرآن الكريم ونزوله منجماً، والمكي والمدني منه، ومقاصده وإعجازه، وحفظه وجمعه... فضلاً عن الحديث وتعريفه... والحديث القدسي... والأحرف السبعة... ونظراً إلى أهمية توضيح مفهوم الإسلام وأركانه... كان القسم الرابع بعنوان: "الإسلام وأركانه ودعائم الإيمان والإحسان..."، ويتناول القسم الخامس الطبقات والفئات الإجتماعية في عصر صدر الإسلام، فيما يتطرق القسم السادس إلى مبادئ وقيم وفضائل حضارية إسلامية... ويتناول القسم السابع قيام دولة الرسول في المدينة... والقسم الثامن يشمل قضية "الجهاد والحياة العسكرية والغزوات في صدر الإسلام". ولا يهمل الكتاب قضايا جوهرية لا يزال المجتمع الإسلامي متأثراً بها، كقضية المرأة في صدر الإسلام (القسم التاسع)، والنظام المالي (القسم العاشر)، والقضاء وبداية التشريع (القسم الحادي عشر)، فضلاً عن فن العمارة ومحطات الخلافة الراشدة (في القسمين الثاني عشر والثالث عشر)، ويتناول القسم الرابع قضايا أدبية تتعلق بموضوع القرآن الكريم وإعجازه الأدبي. أما القسم الخامس عشر، فيتطرق إلى النثر في صدر الإسلام، متناولاً الخطبة وفن الرسائل، والأمثال، مع نماذج أدبية بارزة... في حين، يعرض القسم السادس عشر لموضوع الشعر وأغراضه، وموقف الإسلام منه، والأثر الإسلامي في الشعر... والتجديد فيه... وصحيح أن هناك دراسات وكتبا جمة تناولت موضوع الأدب والحضارة في صدر الإسلام، بيد أن تلك المؤلفات فصلت موضوع الأدب عن الحضارة، ولذا، جاء هذا الكتاب ليسد تلك الفجوة... ويضيء على جوانب مهمة تفيد الباحث والدارس والمثقف في آن معاً... ناهيك أن القضايا التي يتناولها الكتاب، تثبت أن حضارة صدر الإسلام متواصلة ومتناغمة مع الكثير من مظاهر الحياة في العالمين العربي والإسلامي... ما يؤكد من جهة أخرى، مظاهر الإعجاز الديني والقرآني... ذلك الإعجاز الذي تتضح معالمه في كل زمان ومكان.