وصف الكتاب:
كان مؤتمر الجابية أحد أبرز العناوين في السياسة الأموية الداخلية، وأهميته تجلت في فرادته كـ "مجمع" قبلي لم يشهد التاريخ الإسلامي مثيلاً له في تاريخه. ففي الجابية، كان النصر للعصبية الأقوى في البيت الأموي، متمثلاً في رجحان كفة مروان (من بني العاص)، على خالد بن يزيد (السفياني). وفي مرج راهط انعقد النصر أيضاً للعصبية الأقوى (اليمانية) ضد العصبية الأضعف، أو على الأقل غير المتماسكة (القيسية). وقد لا يكون ممكناً الدخول إلى قراءة "الجابية" من غير هذا الباب الذي انفتح حينذاك على نتائج شديدة الخطورة. وهذا ما قاد الكاتب (إبراهيم بيضون)، إلى تقديم هذا الكتاب الذي يفند من خلاله الخلافة الأموية برمتها، حيث الدولة الأولى ترافق قيامها مع حرب القبائل بين الشام والعراق، فيما الثانية انطلقت من حرب ضارية بين قبائل الشام امتداداً إلى الجزيرة. تأتي أهمية مؤتمر الجابية الذي ترأسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه في فترة حساسة من عمر الدولة الإسلامية في كونه استطاع أن يجمع القبائل اليمنية، ودفعها نحو المرشح الأموي، وهو ما أنقذ الدولة من السقوط الذي بدا شبه قائم بعد وفاة يزيد بن معاوية.