وصف الكتاب:
اتجهت غالبية الدراسات التاريخية إلى بحث تاريخ العرب منذ بداية القرن التاسع عشر لأنه يمثل مرحلة هامة من مراحل التطور الإداري والاجتماعي والاحتكاك بالفكر الغربي عن طريق البعثات العلمية، والاهتمام بترجمة الكتب الأوروبية في شتى فروع المعرفة إلى اللغة العربية. غير أن هذه النظرة تكمن وراءها خطورة إهمال تطور واستمرار حركة التاريخ العربي، إذ لا تستطيع أي باحث أن يفهم تطور التاريخ العربي وتكوين المجتمع الجديد خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين دون أن يدرس بالتفصيل أحوال المجتمع التقليدي وتقلباته السياسية منذ القرن السادس عشر. ومن الخطر أيضاً دراسة التاريخ العربي منفصلاً ومنعزلاً عن التاريخ العام للدولة العثمانية. ولذلك أصدر الباحث "عمر عبد العزيز عمر" أستاذ التاريخ الحديث بجامعي الإسكندرية وبيروت في عام 1971 كتاباً بعنوان "المشرق العربي من الفتح العثماني حتى نهاية القرن الثامن عشر"عالج فيه مراحل التاريخ العربي الحديث لم تنل عناية كاملة من جانب الباحثين العرب. وركز على بحث أحوال المشرق العربي السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلال تلك الفترة داخل إطار النظام العثماني... وبشكل عام جاء هذا الكتاب كمقدمة ضرورية للدراسات التي يقدمها على صفحات كتابه هذا والمعنون بـ "دراسات في تاريخ العرب الحديث والمعاصر" والتي يتناول فيها وبشيء من التفصيل بعض جوانب تاريخ العرب منذ بداية القرن التاسع عشر. هذا ولم يقصر الدراسات على الأحداث الداخلية فحسب، بل تعداها إلى مناقشة العلاقة بين الشرق والغرب بعد أن انتهت حياة العزلة التي عاشها الشرق العربي فيما بين عامي 1517و1798. كما وخص سياسة بريطانيا تجاه الدولة العثمانية والشرق الغربي بنصب من دراساته هذه التي جاءت معالجة لموضوعين اثنين فقط: أولهما يتعلق بتاريخ مصر من عام 1517 حتى عام 1952، وثانيهما يتعلق بتاريخ القضية الفلسطينية وتطورها في التاريخ الحديث المعاصر.