وصف الكتاب:
لا ريب في أن القرآن الكريم كمصدر تاريخي، إنما هو أصدق المصادر وأصحها على الإطلاق، فهو موثوق السند، ثم هو قبل ذلك وبعده، كتاب الله الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميم). ومن ثم فلا سبيل إلى الشك في صحة نصه بحال من الأحوال، لأنه ذو وثاقة تاريخية لا تقبل الجدل. ويقول "سير وليم موير"، وهو من أشد المتعصبين ضد الإسلام "إن العالم كله ليس فيه كتاب غير القرآن الكريم ظل أربعة عشر قرناً كاملاً بنص هذا مبلغ صفائه ودقته". ويعود العالم الإنكليزي مرة أخرى ليؤكد أن المصحف الذي جمعه عثمان قد تواتر انتقاله من يد إلى يد حتى وصل إلينا بدون أي تحريف، وأنه قد حفظ بعناية شديدة بحيث لم يطرأ عليه أي تغيير على الإطلاق في النسخ التي لا حصر لها والمتداولة في البلاد الإسلامية الواسعة، فلم يوجد إلا قرآن واحد لجميع الفرق الإسلامية في كل العصور وكل الأزمان، وهذا الاستعمال الإجماعي لنفس النص المقبول من الجميع يعدّ أكبر حجة ودليل على صحة النص المنزل الموجود معنا. وليس من شك في أن القرآن الكريم، إنما يقدم لنا، عن طريق القصص القرآني، معلومات هامة وصحيحة تماماً عن عصور ما قبل الإسلام، وأخبار دولها، أيدتها الكشوف الحديثة كل التأييد، وعلى سبيل المثال، فإنه يقدم لنا، وعن طريق قصة الكليم عليه السلام، كثيراً من المعلومات الملكية الإلهية في مصر الفرعونية، وعن الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية فيها، والأمر كذلك بالنسبة إلى قصة الخليل عليه السلام، حيث يقدم لنا الكثير من المعلومات عن العراق القديم. وأما عن بني إسرائيل، فليس هناك من شك في أنه ليس هناك كتاب سماوي، حتى التوراة نفسها، قد فصل الحديث عن بني إسرائيل، وأفاض في وصف يهود وأحوالهم وأخلاقهم، وإبان مواقفهم من الأنبياء، كما فعل القرآن الكريم، وأما عن بلاد العرب، فإنك تجد في كتاب الله الكريم جملة من الآيات الكريمة، تتحدث عن مملكة سبأ، في جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، هذا إلى أن القرآن الكريم قد انفرد، دون غيره من الكتب المقدسة المتداولة اليوم، بذكر أقوام عربية بادت، كقوم عاد وثمود، فضلاً عن أصحاب الكهف، وسيل العرم، وقصة أصحاب الأخدود، إلى جانب قصة أصحاب الفيل، وهجرة الخليل وولده إسماعيل عليهما السلام، إلى الأرض الطاهرة في الحجاز، ثم إقامة إسماعيل هناك. من هنا لا يجب أن يغيب عن بالنا، دائماً وأبداً، أن القصص القرآني إن هو إلا الحق الصراح. وتحقيقاً للفائدة العلمية الموجودة في ثنايا الآيات القرآنية التي تحمل أحداث تاريخية يأتي هذا الكتاب الذي يسرد الأحداث التاريخية التي تعرض لها القرآن الكريم، دون غيرها، والكتاب هو سلسلة من الأبحاث جاء تحت عنوان "دراسات تاريخية في القرآن الكريم"، في خمسة أجزاء، اختص كل جزء بجانب تاريخي وعلى النحو التالي: 1- دراسات تاريخية من القرآن الكريم، الجزء الأول، في بلاد العرب. 2- دراسات تاريخية في القرآن الكريم، الجزء الثاني، في العراق. 3- دراسات تاريخية من القرآن الكريم، الجزء الثالث، في مصر. 4- دراسات تاريخية من القرآن الكريم، الجزء الرابع، في سورية (فلسطين). 5- دراسات تاريخية من القرآن الكريم، الجزء الخامس، في السيرة النبوية الشريفة.