وصف الكتاب:
إن الانتشار الحضاري للإسلام في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وفيما بعد في مختلف أنحاء العالم، ليؤكد بصورة جلية على عظم هذا الدين، وما أستتبعه من حضارة مميزة، كان لها الفضل الأول في تكوين الحضارة الإنسانية والعالمية، لقد أسهم الإسلام إسهاماً بارزاً وواضحاً في نهضة ورقي الشعوب منذ انطلاقته الأولى، وفي فترة العصور الوسطى وفي الفترات الأولى من التاريخ الحديث، حيث بدأت عوامل وقوى سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية خارجية وداخلية تؤثر في الانتشار الحضاري للإسلام والمسلمين، وتؤثر في نهضة ويقظة الشعوب الإسلامية الأمر الذي أدى إلى وضع عراقيل عديدة، وسدود مصطنعة تحول دون استمرار أداء الوظيفة التاريخية للحضارة الإسلامية. وفي الوقت الذي تحاول فيه قوى القضاء على المسلمين، فإن الإسلام لم ينتشر في جميع أنحاء العالم بوسائل عسكرية، بل إن مناطق عديدة شهدت انتشاراً إسلامياً واسعاً بواسطة الدعاة والتجار، وبأساليب حضارية وسلمية بحتة، ومما يؤكد أهمية العالم الإسلامي اليوم عظم مساحته الجغرافية التي تقدر بـ(31) مليون كلم2، وبعظم عدد سكانه الذين يقدرون بـ(1400) مليون من أصل (6 مليار) نسمة عدد سكان العالم. ومع ذلك، حتى الآن ما زال المعلومات المدونة عن المدن والشعوب الإسلامية المنتشرة في أوروبا وآسية وافريقيا والشرق الأقصى ومناطق متعددة من العالم قليلة بالنظر لأهمية هذا العالم ولذلك جاء هذا الكتاب "تاريخ الشعوب الإسلامية الحديث والمعاصر" والذي يهدف إلى إمداد القارئ والطالب والباحث العربي بمادة علمية قلما جمعت بهذا الأسلوب، وهدفها تسليط بعض الأضواء على بعض الدول والشعوب والمدن الإسلامية المنتشرة في بعض مناطق آسيا وأفريقيا وأوروبا وكذلك الكشف عن ملامح من التاريخ الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والحضاري في المدن والشعوب الإسلامية.