وصف الكتاب:
تعتبر المصادر الأثرية وما سجله المؤرخون والرحالة اليونان والرومان من أهم المصادر التي يعتمدهما الدارسون لتاريخ إيران وحضارتها. إضافة إلى المصادر الدينية الفارسية والتوراة والقصص الفارسي. وبينما تعتبر المصادر اليونانية الرومانية من أهم المصادر الخارجية إلا أن المؤرخين يأخذون عليها بعض المآخذ منها أن الكثير مما ورد في هذه المصادر اقتصر على وصف الحرب والمعارك البرية والبحرية التي وقعت بين اليونانيين والفرس. وهذا الكتاب الذي أراد مؤلفه أن يكون الجزء الأول من سلسلة دراسات في تاريخ إيران القديم وحضارتها يعرض لتاريخ إيران منذ أقدم العصور وحتى أواسط الألف الثالث ق.م، ويتضمن دراسة لتاريخ إيران في عصور ما قبل التاريخ وحتى ظهور العيلاميين. يقع الكتاب في ثمانية فصول تتناول الصفحات الأولى جغرافية إيران ومواردها إذ أن الملاحظ من دراسة المظاهر الجغرافية العامة لإيران أنها يمكن أن تقسم من الناحية الجغرافية إلى أربعة أقسام رئيسية هي: منطقة جبال أجروس، وسلسلة جبال البرز والمنطقة المحيطة ببحر قزوين. الحافة المرتفعة في الشرق والجنوب الشرقي وأخيراً المنطقة الصحراوية المنخفضة في الوسط. يتحدث الكاتب في ثنايا كتابه عن مصادر الدراسة التي يعتمدها المؤرخون والدارسون وهي مصادر لا تقدم صورة متكاملة عن التاريخ السياسي والحضاري لإيران في العصور القديمة. ويتعرض المؤلف بشك مسهب فيدور حول تاريخ إيران في العصر الحجري القديم. ويتطرق إلى المرحلة الحضارية الأولى أو بداية الاستقرار البشري على الهضبة الإيرانية وهذه المرحلة تمثل أقدم مراحل الاستقرار في منطقة الهضبة الإيرانية وهي مرحلة إنتاج الطعام وما يتصل بها من الصناعات اللازمة للزراعة وبناء والاستقرار. ومن ثم يبحث المؤلف في تاريخ المرحلة الحضارية الثانية وهي تعاصر المرحلة المعروفة باسم عصر استخدام النحاس والحجارة. ويتركز البحث على تاريخ إيران منذ بداية الألف الثالث ق.م، وحتى أواسطه حيث تمكن الإنسان الإيراني في مرحلة الأولى قبيل نهاية الألف الرابع ق.م من التوصل إلى التوصل إلى كتابة خاصة تعرف بـ "ما قبيل العيلامية" وهي كتابة متقدمة عن الكتابة التصويرية البحتة