وصف الكتاب:
تمثل القيم الأخلاقية والسلوكية، المثل العليا وقواعد الأخلاق والسلوك التي تحدد للناس طريق السعادة في الدنيا والآخرة، وتكفل لهم سبل النجاح وحسن الاختيار والتضامن والتكافل كما أنها تعمل على تنشئة أبناء المجتمع على أسس أخلاقية وسلوكية تتيح لهم الانصهار في بوتقة المجتمع الذي يعيشون فيه في إطار من المحبة والاحترام والبعد عن الأخطاء والآثام. وتشير القيم الأخلاقية والسلوكية ومدى تمسك المجتمع بها إلى طبيعة الحياة في المجتمع الذي تتواجد فيه، وهي تعتبر دليلاً على ارتفاع المستوى الأخلاقي لأبنائه، وتمتزج التعاليم الأخلاقية والسلوكية بصورة مباشرة بالتقوى والتعاليم الدينية، بحيث يصبح من الصعب إن لم يكن من المستحيل الفصل بينهما. وتتناول هذه الدراسة موضوع القيم الأخلاقية والسلوكية، دراسة مقارنة بين مصر وإيران، وذلك من خلال تعاليم الحكيم عنخ شاشنقي في مصر، وما ورد من قيم أخلاقية في عقيدة الحكيم زرادشت في إيران، ويرجع السبب في اختيار هذين النموذجين إلى التقارب بينهما في الناحية الزمنية مما يجعل لدراسة المقارنة معبرة بصدق عن طبيعة هذه القيم في كل من المجتمعين المصري والإيراني خلال هذه المرحلة الزمنية من التاريخ، كما يرجع سبب اختيار هذين النموذجين أيضاً إلى قلة الدراسات التي تناولت تعاليم عنخ شاشنقي، وكذلك التعاليم الأخلاقية عند زرادشت، ويضاف إلى ذلك أن هذه المرحلة الزمنية في مصر قد شهدت حدوث تطورات كثيرة داخل المجتمع المصري نتيجة للتطورات السياسية في منطقة الشرق الأدنى القديم خلال هذه المرحلة، واختلاط المصريين بالأجانب الذين عملوا في كثير من المجالات واتصلوا بالمجتمع المصري، اتصالاً مباشراً، وهو الأمر الذي أدى إلى حدوث بعض المتغيرات في الأفكار والعقائد والسلوك. وليحيط الباحث بجميع جوانب الموضوع قسم دراسته إلى عدة موضوعات رئيسية، اتصل الأول منها بالتحديد الزمني والسمات المميزة لكل من تعاليم عنخ شاشنقي وتعاليم زرادشت، أما الفصل الثاني فتحدث فيه عن مكانة الآلهة وفضيلة التقوى. وفي الفصل الثالث أورد نصائح كل من زرادشت وعنخ شاشنقي والتي حدثوا فيها البشر على العمل، وفي الفصل الرابع تحدث عن نصائحهما في حسن المعاملة، أما الفصل الخامس فخصصه لما قالوه في أسس معاملة الزوجة، وفي السادس أورد جميع ما جاؤوا به عن موضوع الالتزام الخلقي، بدء من احترام العهد والتحذير من الدين، والتزود بالعلم والمعرفة، والحق والصدق والأمانة، وعدم الاعتماد على الآخرين وأخيراًُ الدعوة إلى عدم اليأس والرضا بالقدر وإعطاء أجر العامل وأخيراً العدالة، أما الفصل السابع والأخير فجمع من كل ما تنفرد به كل من تعاليم عنخ شاشنقي وزرادشت.