وصف الكتاب:
تعتمد دراسة العلاقات الدولية على تتبع سياسة الدول الخارجية وبالتالي لا تتعلق بدراسة أوضاع الدول الداخلية إلا بما يلقي الضوء على تأثير الأوضاع الداخلية بتسيير سياسة الدول الخارجية وتحويل اتجاهاتها وعادة ما تقوم هذه العلاقات على النواحي السلمية وهو ما يمكن تسميته بالتاريخ الدبلوماسي أي التاريخ الهادئ لأنه لا يتطرق للوقائع المربية، مع أنه قد يكون سبباً في حدوثها أو سبباً في تهدئتها فالعلاقات الدولية تستعرض البواعث التي حفزت الدول للانحراف نحو الحرب، وكذلك دراسة الاتفاقات التي أدت لإيقاف هذه الحرب. وغالباً ما نلحظ الفرق بين العلاقات الدولية وتاريخ الدول ومعاركها، ذلك لأن العلاقات الدولية تقوم عادة على ما يتم في السر من اتفاقيات معينة تعلن أمام أطراف وتحجب عن آخرين، في حين أن الحرب تكون ظاهرة لا يمكن كتمان أحداثها أو نتائجها. والواقع أن العلاقات بين الدول تتأثر بعوامل عديدة منها الحاجات الفكرية أو المادية ومنها الاقتصادية أو الاجتماعية أو الجغرافية أو الطبيعية. ومثل هذه العلاقات موجودة منذ القدم منذ أن وجدت التكتلات البشرية وقامت بين القبائل روابط الجوار، مع أن العلاقات الدبلوماسية بمفهومها الحديث لم تعرف إلا مؤخراً ومع قيام الدولة والمفاهيم التي ارتبطت بها من سيادة وسلطان وسلطات وحقوق وواجبات وما شابه. إن التقدم المثير الذي طرأ خلال الثلاثين عاماً الماضية وأوجد تغييرات في المفاهيم والنظريات السياسية قد أدى إلى دفع هذه التغييرات لتلاقي العلوم السلوكية الحديثة كعلم النفس وعلم الأجناس مع النظم الثابتة للعلوم السياسية والتاريخ وعلم الاقتصاد. وقد حاول الدكتور "محمد علي القوزي" أن يقدم في هذا الكتاب تحليلاً جديداً-يجعل دراسة العلاقات الدولية أكثر تخصصاً عن ذي قبل، وتجعل بإمكان الباحث والطالب في العلاقات الدولية أن يضطلع على تطور نظم العلاقات الدولية منذ التاريخ القديم وحتى التاريخ الحديث، وفي سبيل إحاطته بكافة جوانب الموضوع قسم دراسته إلى سبعة فصول تحدث فيها عن ما يلي من الموضوعات: الفصل الأول تعرض فيه لمفهوم العلاقات الدولية وأركانها وفي الفصل الثاني تعرض للعلاقات الدولية في التاريخ الحديث، مبتدئاً بالثورة الفرنسية ومنتهياً بالحرب العالمية الأولى مروراً بمؤتمر فيينا وأثره ف انتصار الرجعية على الثورة الفرنسية والمنحى الذي اتخذته الدول في تلك الفترة لمقتل ومنع انتشار الثورة الفرنسية. وفي الفصل الثالث قام بدراسة العلاقات الدولية في الحرب العالمية الأولى حتى نهاية الحرب العالمية الثانية مبيناً دور الأنظمة التوتاليتارية شيوعية أم نازية أم فاشية في تغيير نمط هذه العلاقات ودفع العالم نحو الحرب العالمية الثانية. وفي الفصل الرابع تكلم عن نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية والعلاقات الدولية فيه. وفي الفصل الخامس قام بدراسة نماذج للعلاقات الدولية وتوازن القوى في تلك الفترة المعروفة تاريخياً بالحرب الباردة، وفي الفصل السادس قام بدراسة العلاقات الدولية للعالم العربي والحوار الغربي الأوروبي ومستقبله.