وصف الكتاب:
هذا الكتاب ما انفك منذ قرن تقريباً يحتل مكانة خاصة في الكتابات الإستشراقية، لاسيما في مجال الإحاطة بمشاكل النظام الأموي، وملاحقة المعضلات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سبباً في سقوطه وانهياره. ولكن ما يؤخذ عليه، رغم منهجه العلمي، ذلك الموقف المتشنج من الدولة الأموية، والمتعاطف عموماً مع حركة المعارضة غير العربية، واللجوء أحياناً إلى الاستعانة بأمثلة غير مسندة لتدعيم رأيه... على أن في الكتاب رغم ذلك، جوانب إيجابية عديدة تدفع هذا الحكم المبرم، وتكشف عن رواية صافية وعمق في التحليل. وكان "فان قلوتن" وهو من جيل مدرسة معروفة في الاستشراق لها مفاهيمها الخاصة، إن لم نقل قوانيها الثابتة، تلك التي واكبت المد الاستعماري الأوروبي على حساب الدولة العثمانية "المريضة" متأثرة بالدور الذي آلت إليه علاقات الشرق الإسلامي بالغرب المسيحي، والذي يمثل برأي هذه المدرسة التفوق والسيطرة. ومن هذه الخلفية كان "فان فلوتن" يرى في دولة الأمويين، حاملة لواء التوسع في ا لقارة الأوروبية، أحد أشكال الاستعمار، أو الاحتلال العسكري في العصور الوسطى.