وصف الكتاب:
الكتاب الذي نقدمه لقراء العربية اليوم تبدأ قصته الحقيقية بالعصر الذهبي للحضارة الإسلامية، حيث يعرض لنا مؤلفه "حيدر بامات" تطور الحضارة الإسلامية علماً وفناً وأدباً منذ تأسيس مدرسة بغداد ويوضح لنا أن العصر العباسي يعتبر بحق عصر ازدهار حقيقي، واستشهد بالعديد من الأفكار والنصوص والمقتبسات التي استمدها من أولئك الذين كتبوا عن الحضارة الإسلامية. ومن بين الآراء الهامة التي يقدمها لنا المؤلف عن مدرسة بغداد أي "سيديلوت" الذي يقرر بوضوح أن الروح العلمية الصادقة التي ساءت هذه المدرسة هي التي زودت العلم بدفعات قوية وأضاءت الطريق أمام العلماء فيما بعد، في شتى بقاع المعمور. ويوضح لنا المؤلف أن الحضارة الإسلامية وجدت طريقها إلى الهند في عهد السلطان محمود الغزنوي، كما انتقلت إلى السلاجقة عن طريق عمر الخيام في حدود أوائل القرن الحادي عشر الميلادي، وصلت إلى المغول والعثمانيين، بل وامتدت آثارها إلى الصين في أواخر القرن الثالث عشر ميلادي. ورغم أن المؤلف لم يتعرض لحركة الاستشراق أساساً. إلا أنه يذكر لنا أن من الصعب على أي مستشرق أن ينكر الإسهام الخلاق للحضارة الإسلامية، وهو يوضح لنا أيضاً أن بعض المستشرقين قد يترددون في الاعتراف بفضل الإسهام الإسلامي علمياُ، ويقصرون دورهم على مجرد نقل التراث العلمي القديم. ثم ينتقل المؤلف إلى دراسة موضوع هام وهو كيفية غزو الحضارة الإسلامية للغرب والمسالك التي اتخذها هذا الغزو من خلال استعراض الإسهام الإسلامي في شتى مجالات العلوم والفنون. ويبدأ المؤلف فكرته الأساسية في هذا الجانب بالإجابة أولاً على السؤال: متى وصل الإسلام إلى أوروبا؟ ثم يستتبع هذا بتحديد المسالك التي نفذ من خلالها إلى العالم الغربي. وحين ينتقل الكاتب لمعالجة إسهام المسلمين في الحضارة، نجده منذ البداية يؤكد أنه سوف يشير إلى الاكتشافات والأمثلة التي تدين أوروبا بفضلها لحضارة الإسلام. ولذا فإنه يستعرض الأمثلة المتعددة للعلوم، ومدى ما أحرزه الغرب من تقدم فيها من خلال الفكر والنظر الإسلامي، فيوضح أن الفلك والرياضيات من بين العلوم الهامة التي استدعت انتباه علماء الإسلام، ويبين على وجه الخصوص أن الخلفاء اهتموا بعلم الفلك اهتماماً كبيراً سواء في الشرق أم في إسبانيا ويشير كذلك إلى عنايتهم ببناء المراصد في بغداد والقاهرة وقرطبة وسمرقند. وهكذا نجد المؤلف يعالج الموضوعات المختلفة في مجال العلوم والطبيعة والطب والكيمياء ومدى ارتباط الكيمياء بالصيدلة وكيف أن مفكري الإسلام استطاعوا أن يستحدثوا فرعاً جديداً ن فروع الدراسات العامة والخاصة بتطبيق الكيمياء وفي الصيدلة.