وصف الكتاب:
نهج النقاد في نقدهم مطران وشعره منهج الموازنة بينه وبين غيره من الشعر العرب الذين عاصوره، وكانت لهم فيه بعض التشبيهات بشعراء العربية القدامى الشعراء الأوروبيين. ومن النقاد الذين نهجوا هذا النهج: أنيس المقدسي في كتابه (أعلام الجيل الأول من شعراء العربية في القرن العشرين)، وعباس محمود العقاد في كتابه (شعراء مصر وبيئاتهم)... بشكل عام، هذه معظم الجوانب التي تناولها النقاد والدارسون بالبحث، وكان شعر خليل مطران وحياته مجالها. وكانت دافعاً قوياً لي لأن أخوض عبابها بادئ ذي بدء في مقالة تحت عنوان (مغالطات في حياة خليل مطران ومواقفه). إذ بدا لا سيما في مواقف مطران الاجتماعية والسياسية- أن النقاد قد انقسموا في معظمهم إلى فئتين، فئة تعصب له، وأخرى تعصبت عليه، وقل أن تجرد نقده من الأهواء والنزوات... فكانت هذه المقالة مدخلاً لبحثي هذا (مغالطات في حياة مطران وشعره)، ولعل هذا التعصب قد انسحب على مطران وعلى جميع الصعد/الشخصية والشعرية/، محاولاً الإجابة عن أسئلة عديدة منها: ما هو مفهوم خليل مطران للشعر؟ وهل استطاع أن يطبق رؤاه على الصعيد الفني؟ ما موقفه من الصراع الذي كان قائماً بين العثمانية والعروبة؟ ما موقفه من الانتداب؟ وما مفهومه للقومية العربية، وكيف بدا ذلك في شعره؟ وكيف حكم عليها النقاد؟... ما الحقيقة؟... ولما نهج نقاد خليل مطران وشعره مناهج نقدية مختلفة، منها: المنهج الفني، والمنهج الاجتماعي، والمنهج النفسي... فقد اضطر الباحث "خالد إبراهيم يوسف" إلى مسايرة كل هذه المناهج، وتناول أقوال النقاد حسب المنهج الذي نهجه كل منهم، لينتهي إلى المنهج المتكامل، محاولاً ألا يجزئ الرجل، مراعياً ظروفه الشخصية، وبيئته، وعصره وقدراته... على جميع الصعد، بعيداً عن المثالية أو الطوباوية التي وسمه بها مؤيدوه، أو التهشيم والتهميش... وغير ذلك من المثالب التي رماه بها مناوئوه. ومناقشة الأحكام النقدية التي أصدرها نقاده، وتبيان المغالطات المتعمدة وغير المتعمدة التي تناولت حياته وشعره، والخلوص إلى حكم نقدي منزه يحاول أن ينزل الرجل منزلته بموضوعية علمية، حاولت جاهداً أن أكون فيها مراقباً محايداً -قدر الإمكان- وناقلاً أميناً يقدر الأمانة، وقارئاً واعياً علم على ألا يقع في براثن التعصب الثقافي بالهتاف لنتاج خليل مطران حقاً وباطلاً، أو الانزلاق إلى الانتهازية الفكرية القائلة بحل وسط ينادي بإبراز الجانب الإيجابي والاتصال به، وإغفال الجانب السلبي والانفصال عنه. لذلك كله، قام منهجه في البحث على ما يلي: 1-الاستقراء: وكان بدراسة ما قاله النقاد حول خليل مطران في كل وجه من الوجوه التي تناولوها بالنقد، ورصد آرائهم في هذا الصدد، كلاً على حدة. 2-المقارنة: عرض الآراء، ومقارنة بعضها ببعض، وتتبع الجوانب التي نظر منها أصحاب هذه الآراء إلى خليل مطران، ومحاولة إظهار ما اتفق النقاد عليه، وما اختلفوا فيه.