وصف الكتاب:
الأدب فرع من فروع المعرفة، وهو لازم لكل زمن، على هذا فطر الإنسان وبهذا استطاع أن يرقى بالتعبير عن كوامنه و يصوغ مشاهداته بأسلوب فني يسد حاجة ضرورية من حاجاته الفنية. والأدب، أي أدب لا يظهر إلا إذا طلبته الحاجة المقرونة بالضرورة. والإنسان ينشد التعويض النفسي فنياً يعرض إما بصنع هذا الفن، وإما بقراءاته أو مشاهدته. والأدب الإسلامي من هذا القبيل، ضرورة جمالية ضرورية تاريخياً ما دام هناك إنسان غنيَّ الفكر والعقل والمشاعر والأحاسيس والإدراك. وهو أدب جديد على المجتمع، يجعل حوافز وضوابط لم يعهدها الفنان قبلاً.أدب رؤيته محددة وتطلعاته غالية وتعبيراته مهيأة واقتراحه مقرَّر الأسس والمنطلقات. أدب ملتزم برسالة ومسوّر بعقيدة تعطيه مفهوماً مختلفاً عما سبقه وترسم له مستقبله. وهو حرّ مرتبط بالضرورة الإسلامية، حرُّ في تعابيره ومضاينه. يستمد هذه الحرية من الأقانيم الرئيسة المحددة في القرآن الكريم والحديث الشريف وأقوال الخلفاء الراشدين والصحابة والأبرار. وهو حرّ شرط أن يتفهم حدود الحرية التي لا تؤذي الآخرين ولا تضللهم ولا تعبث بأفكارهم ومشاعرهم وتقودهم إلى المهالك والشرور الفاسد، لأن ما ينشده الإنسان هو العيش الكريم الهني، البعيد عن المهاوي والانحراف المسبب دمار البشرية جمعاء. لذلك كانت ضرورة الأدب الإسلامي الحافظ، الإنسان المبني على أسس واضحة ومعتقدات راسخة ومنطلقات تقديرية ضابطة السلوك الإنساني. وعلى ضوء ذلك علي القول بأن الأدب الإسلامي في صدر الإسلام مثل وجهاً من وجوه المعرفة المشتقة من الدين الإسلامي. وعلى هذا الأساس سوف يتأمل الكاتب مع هذا الأدب وذلك في دراسته في هذا الكتاب حول القواعد المعرفية الإسلامية في أدب صدر الإسلام