وصف الكتاب:
تنبع أهمبة هذا الكتاب من الموضوع الذي يتناوله، فالعلاقات بين العرب والأوربيين حكمها العداء منذ الحروب الصليبية، عندما اعتدى الغرب المسيحي على العرب المسلمين، واحتل أرضهم مائتي سنة، ولم يغادرها إلا مطروداً مهزوماً، ولما اقتلع من الأرض العربية، خلفها مجزأة مقسمة، بعد أن بذر فيها بذرة خبيثة في فلسطين المحتلة، قلب العالم العربي الجريح. وبما أن العرب والأوربيين يتشاطران شواطئ المتوسط ، فلا بد من قيام علاقات بينهما في مختلف المجالات... وله ذا حاول الطرفان، منذ إنشاء المجموعة الاقتصادية الأوربية سنة 1957 بدء تعاون بينهما. فبدأ مفاوضات وحوارات كانت تنشط أحياناً وتخبو أخرى، حتى وصلت سنة 2010 إلى الفشل أو الجمود، لتناقض المصالح، ولأن الغرب اعتاد الاستكبار والاستغلال والانحياز إلى الكيان الصهيوني. وقد تتبع الباحث "العلاقات العربية الأوربية من المنظور السياسي" في أطروحته للدكتوراه التي قدمها إلى جامعة بروكسل سنة 2003، وساعده منصبه، مندوباً دائماً للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة في جنيف، على أن يطلع على معظم المباحثات أو يشارك فيها، فاستكمل في هذا الكتاب موضوع الحوار العربي الأوربي حتى نهاية العم 2010. فجاء كتابه مرجعاً علمياً لا يستغني عنه أي ديبلوماسي أو سياسي أو مثقف يرغب بالاطلاع على تاريخ الحوار، وأسباب فشله، ليدرك مكمن النجاح العربي، أو الفشل في المفاوضات.