وصف الكتاب:
يتناول الكتاب ثلاث حركات معارضة أقضَّت مضجع الخلفاء العباسيين، وتركت بصماتها في تاريخ المسلمين. الحركة الأولى: ثورة الزَّنج، ولم تكن لها دوافع دينية، بل كانت ثورة عبيد مضطهدين استغلَّ بؤسهم مغامر عربي يسعى إلى المال والسلطان. الحركة الثانية: حركة القرامطة التي انطلقت من سواد العراق، وكانت ذات دوافع دينية وجذور شيعية، تحوَّلت إلى الإسماعيلية ثم اختلفت معها، ولم يقتصر وجودها على العراق والأحساء بلم تمدَّدت إلى البحرين واليمن والشام، واعتمدت كسابقتها السلب والنهب، لدرجة أنها هاجمت مكة واقتلعت الحجر الأسود ونقلته إلى "هجر" شرقي الجزيرة واحتفظت به 22 سنة حتى ضجَّ من تصرُّفاتها العالم الإسلامي، وقضى عليها، ولكنها تركت أتباعاً وجذوراً، وإن لم تشكل دولة. الحركة الثالثة: حركة الحشّاشين، التي أسَّسها الحسن بن الصباح في قلعة آلموت في خراسان، وهي إحدى الحركات الباطنية التي اشتهر أتباعها بالإغتيالات، إذ اغتالوا عدداً من كبار رجال الدولة العباسيين، وامتدَّ نفوذهم إلى بلاد الشام، وأنشؤوا فيها القلاع كما فعلوا في خراسان، وتابعوا نشاطهم في الإغتيالات، واستمر وجودهم في قلاعهم حتى العهد العثماني، وبعد معركة مرج دابق اعتبرتهم السلطنة مواطنين كغيرهم من الأقلّيات. ولا ريب أن البحث في هذه الحركات صعب، ولكن المؤلف وُفِّق إلى تقديمها بشكل علمي رصين يعطي القارئ فكرة حقيقية عن الحركات الثلاث.