وصف الكتاب:
تفخر مدينة جبلة الرابضة على الشاطئ السوري المطلّ على المتوسط بأبنائها كأيِّ مدينة أخرى، ومن أشهرهم شيخ المجاهدين "عز الدين القسّام" الذي عايش أواخر العهد العثماني المترهِّل، وأوائل الاستعمار الغربي الغاشم، فثار على الظلم، وقارع الطغيان، ولم يُميِّز بين منطقة وأخرى في بلاد الشام. فقاوم الاحتلال الفرنسي في سورية، والانكليزي في فلسطين، وربّى جيلاً من المجاهدين يحبّون الموت بمقدار ما يحبُّ غيرهم الحياة، واستشهد على أرض فلسطين التي دنَّسها الانكليز وخلَّفها لليهود، وبرحيله إلى الرفيق الأعلى انطوت صفحة ناصعة من جهاد أحد رجالات بلاد الشام العظام. وهو وإن غادر الحياة بجسده الطاهر، فقد بقيت روحه تطوف في أرجاء العالم الإسلامي وتُلهم شباب الأمة ذوي الهمم العالية، عدم الركون إلى الظلم والطغيان، ومكافحة الغاصبين مهما كان لونهم وجنسهم وإمكاناتهم. ويظهر في هذا الكتاب بجلاء أن القسّام لم يكن إرهابياً، لا ظالماً ولا معتدياً، إنما كان مجاهداً وفق مبادئ الشريعة السمحاء وضوابطها الدقيقة. وقد استطاع المؤلف الأديب، صاحب القلم الرشيق، أن يصوِّر عهد القسّام بدقَّة فنّان، وأن يُضمِّن كتابه صفحات مشرقة من تاريخ بلاد الشام، وثوراتها، كما صوَّر حياة القسام وجهاده، ولا نظنُّ أن احداً أنصف القسّام كما أنصفه مؤلف هذا الكتاب.