وصف الكتاب:
القرن الثالث من الألف الثالث يبدو لنا - وليس في الامر نبوءة ولا تنبؤاً- مضاعف السرعة في التغّير اذا ما قارناه، مثلاً، بالقرن الاخير من الألف السابق... علما بأن التسمية الرقمية للقرون تظل نسبية، في انتظار السنة الاخيرة، حين يستجمع المؤرخون حصيلة المئة سنة ويستخلصون منها العلامة الفارقة والسمة المميزة على قارعة الطريق بين قرنين، ماذا نرى، واي مشهد يبدو للمراقب - ودور المؤرخ يظل مؤجلا - مرسوم الاطار، ولو كانت السمات بعد غير مرتسمة؟ العلامة الاولى هي عودة الدين بزخم كان يكون غير منتظر بينما العالم من حولنا يتزايد تفجره بالعلوم المذهلة في كل حقل: التكنولوجيا، الفضاء، الذرة، المعلوماتية... وصولا الى تحويل علوم "جينيات" الانسان الى "بيولوجيات" تخترع، ولا تتورع، اسوار استنساخ يحاول الدين، ومعه الأخلاقيات العلمانية، احتواءها. واذا بالدين "العربي" مسلما ومسيحيا على حد سواء، يتجاوز التدين، المتوقع نتيجة الاحباط بل اليأس.