وصف الكتاب:
حين يسترجع المؤرخون العامليون اليوم، صورة المواقف والحركات العاملية ما بين 1918و1943، ويظهرونها حدودية عروبية خالصة، لا تأخذها شبهة في قلق أو موقف تردد، أو في ظرف مساعد أو ضاغط، أو في توازن ما، داخل المجتمع العاملي أو في جوارها، حين يسترجع المؤرخون تاريخ جبلهم كذلك، فإنما يسقطون من حساباتهم ما في اعتبارات السياسة اليوم، من موازين ومحكات تدفع بالحدث أو تخفف من اندفاعته. وهذا تروح صورة الموقف العاملي تبدو مؤبدة دوماً في صراط مستقيم من الثورة على الظلم والإقامة في نصاب المواقف الحقة بذاتها والصادقة بذاتها. من طرفها، ترى تمارا الشبلي في كتابها شيعة جبل عامل ونشوء الدولة اللبنانية أن استواء جبل عامل وتركيز وجوده، لا يتم بأن "نسوي" له تاريخاً، على شاكلة ما نريده متخيلاً باراً ومقدساً. سيما وأن تاريخ جبل عامل/ جنوب لبنان، ومع الأحداث الدائرة، بعيد منتصف القرن الماضي، يبدو وكأنه ينفرد عن سائر الإجتماع اللبناني، "بتأريخه" مستدامة، كونه في مركز القلب من القضايا اللبنانية الداخلية، ومن قضايا المنطقة، وفي تعالق ما بينهما.تحاول تمارا الشلبي أن تعيد تاريخ جبل عامل، جنوب لبنان، إلى سياقه الإجتماعي والتاريخي والسياسي، أي إلى تلويناته الثقافية المتحركة، ومكوناته المادية الحية، وتوازنات ما بين أطرافه الداخلية، الواضحة منها أو الملتبسة.